كيف يساعدنا الذكاء الاصطناعي في فك رموز اللغات القديمة؟

فما رأيكم هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يقوم بهذا العمل لوحده أم أنّه يحتاج عقلا بشريا لفهم السياق الثقافي لتلك الكتابات القديمة؟!

أعتقدعبد الوهاب أن الذكاء الإصطناعي سيساعدنا بقوة في هذا المجال؛ فهو سيوفر وقتا وجهداً كبيرين في هذا الصدد وخاصة إذا تم تغذيته تلك الروبوتات بقواعد بيانات ضخمة للمقارنة و التوليف وإبراز النتائج. ولكن الحق أني لا أعتقد ان ذلك سيعوضنا عن الجهد البشري الخالص؛ فهناك لمسات لابد أن يضعها عقل الإنسان وهناك مواطن للحدس و الشعور لا تتوفر إلا لكائن ذي روح وهو الإنسان. فهل تعتقد مثلاً أن الذكاء الإصطناعي مثلا كان سيقوم بما قام به شامبليون في فك رموز حجر رشيد ؟ على حد علمي أن شامبليون كان يعرف كلمات من اليونانية القديمة وصادف أن وجد هناك حروف لها على الحجر فقارن بين تلك الهيروغلوفية وتلك اليونانية وفك رموز اللغة الجديدة.

غالبًا ما يكتنف الغموض أصول النقوش القديمة. قد يكون من الصعب قراءة الكتابة المنحوتة على الحجر منذ آلاف السنين وغالبًا ما تفتقد إلى أقسام كاملة من النص. الآن يمكن لشبكة عصبية ، مدربة على آلاف النقوش الموجودة ، أن تساعد المؤرخين في معرفة متى وأين تأتي قطعة من الكتابة - وكذلك ملء الكلمات والأحرف المفقودة، هناك أداة أُخترعت حديثاً يُطلق عليها AI HISTORIAN وهي معنية بهذا النمط من الأمور، لتحقيق ذلك ، استخدم الباحثون نهجًا مبتكرًا للترجمة الآلية يأخذ في الاعتبار الطريقة المعروفة لتطور اللغات بمرور الوقت ، مما يلغي الحاجة إلى مجموعات بيانات كبيرة. بناءً على فكرة أن اللغات لا يمكن أن تتغير إلا بطرق معينة ليست مجرد نصوص منقوشة على ألواح حجرية هي التي تعرضت للتلف على مر القرون. يمكن قول الشيء نفسه عن عدد لا يحصى من القطع الأثرية الأخرى ، ومعظمها في حالة سيئة أو مجزأة. نتيجة لذلك ، غالبًا ما يضطر علماء الآثار إلى إعادة تجميع هذه الأجزاء يدويًا ، والتي يمكن أن تكون عملية شاقة ومملة. لمعالجة هذه القضية ومساعدة المؤرخين في حل اللغز الأثري أيضاً استخدمت ذات التقنية ولكن من أجل الترميم أيضاً والإكمالات والتوقّعات للأجزاء الناقصة من القطع المبنية على استراتيجات مؤكّدة هندسية للتخمين.

يمكن بالفعل أن يساعد في فك رموز اللغات القديمة عن طريق تحليل البيانات والنماذج اللغوية الموجودة في النصوص الأثرية. يمكن استخدامه لتحليل نمط الكتابة وقواعد النحو والصرف والمعاني والأساليب الأدبية في اللغات القديمة لتحديد مفردات وقواعد النحو والصرف والمعاني.

 فهل يمكن أن تساعد التقنية عبر خوارزميات الذكاء الإصطناعي في كشف تلك الرموز؟!

تحليل النصوص الأثرية يساعد لتحديد مواقع المدن القديمة والمواقع الأثرية الأخرى ، وذلك باستخدام تقنيات الصور والخرائط الجيولوجية والتحليلات الإحصائية، حتى بالنسبة للغات المفقودة تماماً، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لبناء نماذج للغة المفقودة عن طريق دراسة اللغات الأخرى في نفس العصر والمنطقة. يمكن أيضاً استخدام الذكاء الاصطناعي لإعادة إنشاء النصوص الأثرية الضائعة والمفقودة والتي يصعب العثور عليها أو فهمها بسبب تدهور حالتها عبر الزمن.