من منّا لم يسمع بعد بالضجّة الكبيرة التي أحدثها ال ChatGPT، والكثير منّا لا شكّ في أنّه قد إستعمله أو سمع عن مميّزاته وعيوبه من قريب أو بعيد، هذه الأداة التي تقوم بتوليد النّصوص عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي! ممّا نتج عن هذا الأمر إنعكاسات منها السلبي ومنها الإيجابي، واليوم أنا بصدد مناقشة هذا الموضوع من جانب الإستدلال العلمي وإستعمال تقنيات وبرامج مضادة لأداة ال ChatGPT، فهل ستضع هذه التقنيات حدّا للسّرقة العلمية وتساهم في كشف نسبة الإستدلال (Plagiarisme) وتضبط إستعمالات هذه التقنيات في الأطر القانونية والأخلاقية؟!

من بين هذه البرامج والتقنيات المضادة سمعنا ب ال ZeroGPT وفعاليته في هذا الأمر، لكن تم أخذ إنطباعات كثيرة بشأنه وتمّ التشكيك في قدرته على كشف نسبة الإستدلال بشكل مطلق، ماهي إلّا أسابيع قليلة ويتمّ الإعلان عن برنامج موعود يطلق عليه باسم Turnitin هذا الأخير قيل أنّه سيتمّ إطلاقه في بداية شهر أفريل القادم، ومدقّق نصوص قوي، ويعوّل عليه الكثيرون لكشف نسبة الإستدلال، خاصّة الباحثون والأكاديميون في الشق التربوي، فهذا الأمر شكّل عائقا كبيرا للكثير من الأساتذة خاصة القدامى إذ لم يهضموا الفكرة ولا يزالون غير مقتنعين بفكرة أداة توليد النصوص تلك، وحسب المصادر التي قمت بالإطّلاع عليها فإنّ Turnitin بلغت مستوى مهمّا على حسب كيفية أدائه في مختبرات الشركة المصدّرة، خاصّة مع إستعمال عينات كبيرة للإختبار والتّجارب، ومن شأن هذه الأداة أن تساهم في التسهيل على الأساتذة والمؤطّرين مناقشة مذكّرات الطّلبة بكفاءة أكثر ولجان الضّبط ودور النشر من خلال التعرف على الأعمال التي لا يبذل أصحابها أيّ جهد يذكر، فهاته الأعمال لا شكّ في كونها أنّها غير أخلاقية، إستعمال هذه التقنيات من أجل جمع المعلومات، المعرفة، الإجابة عن الأسئلة الغامضة وغيرها هو أمر مطلوب ومقبول، إستغلاله في التعلّم والجامعة كذلك أمر جيّد ويسهّل الحياة الطلابية، لكن الأمر الغير مطلوب هو النقل الحرفي لتلك النصوص المولّدة على أساس أنّها أعمال فريدة وخاصّة بالمتعلّم أو العامل، هذا من جهة ومن جهة أخرى فإنّ التعنّت الذي نلاحظه من قبل الأساتذة في تقبّل هذه التقنيات الحديثة هو أمر مذموم بالنسبة لي وأتعجّب من ذلك بشدّة كبيرة، فالأولى أن يكون الأساتذة هم أوّل من يقود هذا المجال لا أن يرفضه، لذلك فإستعمال ال ChatGPT أو Turnitin يجب أن يكون عقلانيا وأخلاقيا وعلى النخبة من الطلبة والأساتذة والباحثين أن يبادروا في توعية المجتمع سواء التقني وغيره بكيفية الإستعمال الإيجابي لها، ما رأيكم هل سيقتنع بعض الأساتذة بهاته الفكرة، أم أنّهم سيستغلّون ال Turnitin كحرب مضادة لا شكّ في أنّه لا رابح فيها؟ وبرأيك ما هو الاستخدام الأمثل لأدوات الذكاء الاصطناعي مثل Chat GPT؟