قانون مور لصاحبه جوردون مور أحد مؤسسي شركة إنتل Intel العملاقة قال ذات يوم أنّ عدد الترانزستورات على الشريحة الدقيقة سيتضاعف كل عامين تقريبا ممّا سيؤدي إلى زيادة سريعة في قوة الحوسبة وإنخفاض التكلفة، فماذا يعني هذا الكلام؟! حينما ننظر إلى أجهزة الكمبيوتر الخاصة بنا ونقارنها بأوّل جهاز تمّ إختراعه سنرى أنّها تستمرّ في التطوّر مع مرور الزّمن، فمن حيث العدد فهي تتزايد وحجمها يتناقص وهذا كلّه بفضل قانون مور الذي الذي يعتبر من أحد التنبّؤات التي أحدثت تغييرا كبيرا في عام 1965 بحيث ساهم في تطور التقنية وتسريع وتيرة الإبتكار في الصناعات التكنولوجية، وهذا ما يتجلّى اليوم من خلال أجهزة كمبيوتر فائقة القدرة والكفاءة، سهلت حياتنا وأعمالنا، في وقتنا الحالي يعتبر الذكاء الاصطناعي الموضوع الأبرز في التقنية، فماهو تأثير قانون مور على الذكاء الإصطناعي؟!

هذا القانون لا شكّ أنّ أهميته كبيرة، فلولاه لما إمتلكنا هذه الهواتف الذكية التي نتصفّح بها، ولما إستطعنا التوصّل إلى حواسيب بقدرات هائلة، بإمكانها تخزين حجم بيانات ضخم، ومنه القيام بعمليات معالجة للبيانات، هذا التنوع الذي خلقه قانون مور في المجال التقني مكّن الباحثين والخبراء في هذا المجال لتطوير تقنيات جديدة كالذكاء الإصطناعي وفروعه كالتعلّم العميق وتعلّم الآلة، فهل ترون حجم التأثير الذي لمسته التقنية بفضل توقّعات جوردون مور!

أمثلة تأثيرات قانون مور على الذكاء الإصطناعي يمكنني توضيحها أكثر من خلال التطرّق لطريقة عمل المساعد الصوتي الآلي، على سبيل المثال Siri، هذه الأخيرة يتمّ استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي من أجل توليدها، فتتطلّب هذه العملية قوة حاسوبية كبيرة، إضافة إلى ذلك تحتاج العملية لمعالجة صوتية مع توليد إجابات صحيحة وذات معنى وفائدة، فإن كنت تستخدم مثل هذه التقنيات وهذا المساعد الصوتي فإنّ التّجربة المثالية التي استمتعت بها ما هي إلّا بفضل نجاعة قانون مور، الذي جعل من هذه الأجهزة قوية كفاية كي تنفّذ خوارزميات الذكاء الإصطناعي بهذه الكفاءة.

لم يتوقّف هذا القانون هنا فحسب، بل تعدّى أثره إلى مجالات شتّى، فإن نظرنا لقوة المعالجات الرسومية (GPUs)، حينما نقوم باستخدام الأدوات والبرامج الخاصة بالتصميم مثلا، أو حينما نستمتع بتجربة مثالية في الألعاب بحيث يتم تشغيل ألعاب تتطلّب معالجة قوية، فهذا القانون ساهم في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي التي بفضلها تم نقل عالم الألعاب إلى مستوى آخر تماما، فحقق تجربة مثالية.

برأيي أنّ قانون مور ساهم بقوة في دفع عجلة الابتكار في مجال التكنولوجيا، فهو كالحافز ونحن اليوم ننعم بآثار هذا القانون خاصة حينما إرتبط بتقنيات الذكاء الإصطناعي، فما رأيكم؟! إلى أيّ مدى يمكن أن يساهم هذا القانون في تطوير تقنيات جديدة مستقبلا؟!