ينتشر بيننا كثيرا (إن لم يكن جميعا) مفهوم عجيب بعض الشيء عن "الجودة" وحقيقة معناها. كلنا ننظر إلى "الجودة" ونعتبرها (ويُعد لها في المصانع والشركات فرق عمل خاصة به مجهزين بأحدث التقنيات والأدوات) على أنها "التخلص مما لا نريد بالمنتج الذي بين أيدينا". كل تركيزنا وشغلنا يذهب في جعل المنتج خال من العيوب والأخطاء والقصور وهذه الأخيرة نشتغل عليها كثيرا حتى يخرج المنتج أكثر سرعة (كمنتجات الأجهزة التقنية وبرامجها) أصغر حجما أخف حركة أقوى معالجة أجمل شكلا إلخ.
ولكن أهذه هي "الجودة" الحقيقية كما ينبغي أن تكون ابتداء بالأساس؟
هذا فقط جانب من الجودة وهو الجانب "الفرعي" وليس الأصل.
ما أصل "الجودة"؟
الحقيقة أن "الجودة" أصلها أنه تدور وتتمحور ويُبذل فيه الجهد والوقت والكلفة أن تكون حول "ما نريد" (لا "ما لا نريد" أن تكون حول "ما نريد" وكيف نوفره ونضمه بالمنتج (لا "ما لا نُريد" والتخلص منه)
"الجودة" الحقيقة الأصلية بأعلى صورها وجوانبها أن المنتج ("محتوى مكتوب" على سبيل المثال) يكون "مُرادا" سواء من الصانع أو المستهلك المستعمل (الكاتب أو القاريء المستفيد). شيء يُراد في نفسه نافعا قيما للآخرين.
أهم شيء في كتابة المحتوى (أو أي منتج بشكل عام) هو "الفكرة". ما الفكرة من ورائه وما الهدف الذي سيوصله وما فائدة موضوعه المُختار وكيف سينتفع به المتابعون. وأحسب أن أحسن الأفكار تأتي من تخصص الكاتب (الصانع) والخبرات التي يبرع فيها ويسبق بها الآخرون فيتطلعون إلى الاستفادة من هذا السبق ما شاء الله.
فما رأيك أهناك معيار للجودة يفوق هذا المعيار وقد يسبقه للتربع على قمة انشغالنا وتركيزنا وجهدنا المبذولة لضمان أي منتج (خاصة إذا كتابة محتوى)؟ وما هي وسائلك لتحقيق أفضل جودة بعملك؟
التعليقات