بينما أبحث عن موضوع خاص بالسيارات وجدت خبرًا يقول أن بعضًا من أكبر دول العالم تحاول التوقف عن استخدام السيارات بالكامل. الخبر فاجئني لأنه في الغالب المدن الكبرى تكون من أكثر المدن المزدحمة بالسيارات ولأن أسعار السيارات في بلدان تصنيعها أقل من البلدان المستوردة بشكل يجعل كل شخص قادر بالفعل على شراء سيارة، وقد لا يستطيع تأجير منزل لكنه يملك سيارة للعيش فيها وقد شاهدنا هذا بالفعل في أزمة الإسكان التي تواجدت قريبًا في الولايات المتحدة.

كما أن اقتصاد بعض الدول مثل ألمانيا يقوم على الصناعات الثقيلة ومنها السيارات، فلماذا تنقلب عليها الآن تلك الدول؟

الإحصاءات تفيد أن السيارات الشخصية مركونة في ٩٥٪ من الوقت، والمساحة التي تأخذها للركن كبيرة ويمكن الاستفادة منها بطريقة أخرى عن طريق توفير هذه المساحة لاستفادة البشر منها سواء كانت تلك الأماكن بداخل المباني أو خارجها.

تلك الرؤية تستند أيضًا على منع السيارات في ميدان التايمز عام ٢٠٠٩ وقد جعل ذلك الحوادث تقل بنسبة كبيرة ويزداد عدد الناس على الأرض مما أثر بشكل إيجابي على صحة الإنسان والبيئة كذلك.

وكذلك تستند على الاحصائيات التي تقول إنه في الخمس سنوات القادمة ستزداد عدد السيارات المباعة بشكل كبير، وسواء السيارات العادية أو الكهربائية فإنها ما تزال تشغل مساحة من حيز الأرض الثمين.

لذلك تحاول المدن الآن أن تمنع تواجد السيارات على الأقل في أكبر الأماكن وأكثرها ازدحامًا.

لا يخفى علينا أيضًا أن المواصلات العامة تستوعب عددًا أكبر من الأفراد في مساحة أقل من الأرض، ولكن للقيام بهذه المهمة نحتاج إلى اهتمام خارق بالمواصلات العامة وهو ما ليس متوفرًا في كل مكان.

وبسبب هذه الدعوات الآن والمدعومة من الحكومات الكبرى، قد نرى مستقبلًا بلا سيارات شخصية أو بقيود كبيرة عليها وربما تكون هذه القيود متمثلة في سعر ليس متوفرًا للجميع أو في قيود على الاستيراد والتصدير مما سيؤثر أيضا على الاقتصاد وصناعة السيارات بالكامل، لكن هل المقابل يستحق؟

بعض الناس يحلمون بامتلاك سيارتهم الأولى ولكنهم في سبيل ذلك ياخذون قطعة إضافية من الأرض لركنها قد تكون مفيدة لعدد أكبر من البشر بطريقة أخرى، هل تتفقون مع تلك النظرة؟ وما هي البدائل المتاحة إن انتهت السيارات الشخصية؟