يقدِّم كال نيوبورت حلقات أسبوعية من بودكاست Deep Questiobs والذي أنصح بمتابعته. كال نيوبورت هو عالم حاسوب أمريكي وكاتب لأحد أكثر الكتب شهرة (التفكير العميق - Deep Work) إضافة إلى عدد من الكتب في التكنلوجيا ومنها كتابه Digital Minimalism الذي سيكون ذو صلة بموضوعنا اليوم.

في كتاب Digital Minimalism يُقدم كال نيوبورت فلسفة خاصّة للتعامل مع العالم الرقمي، تستند هذه الفلسفة على أسئلة مهمة: ماهي أهدافي في هذه الحياة؟ أي موقع وشبكة اجتماعية ستساعدني في هذا الهدف؟ ماهي أضرار استخدام هذا الموقع في تحصيل الهدف وكيف أقلّلها؟

فلسفة كال نيوبورت تعتمد على إيجاد الهدف المحدد من استخدام كل تقنية، تقليل أضرار استخدامها والتصالح مع "شعور الفقد" الذي يأتيك من التخلِّي عن أحد المواقع التي تألفها.

نعود إلى البودكاست، سأله طالب جامعي عمّا إذا كان ينصح طلّاب الجامعات بهجر شبكات التواصل الإجتماعي؟

الجواب المختصر: نعم.

أمّا الجواب المعمّق فكان كالآتي:

يجب أن تبتعد من الشبكات الاجتماعية التي تجعلك تنشر المعلومات لأناس لا تعرفهم، وتتلقّى المعلومات من أناس لا تعرفهم، ويتحكّم في هذه السلسلة من النشر والتلقّي خوارزميات ذكيّة مُهندسة لابقائك على المنصة لأطول فترة ممكنة.

لهذا لا بأس أن تتلقّى المعلومات من مدونة الكترونية من شخص غريب لا تعرفه، لكن تلقّي العشرات منها في غضون دقائق من مجموعة من الأشخاص متوزعين على أرجاء الكوكب، فهذا ممّا يُشتّت ويستهلك الوقت. لا بأس أيضًا بالتواصل الشخصي على الواتساب أو المجموعات الدراسية.

وقت الجامعة يكون عادة لشباب في مقتبل العمر، وأولئك الناس لهم ثروة هائلة من المواهب والطاقات والفرص، ثروة ستُهدر لو قُضي وقت الفراغ على فيديوات تيك توك السريعة.

يشجّع نيوبورت أيضًا على أن نكون محددين في اختياراتنا، إذا أردت استخدام الانترنت فينبغي أن يكون هذا بطريقة قد وضعتها بالفعل لتحقيق هدف موجود.

فلا ينسجم مثلًا أن تقول أنّك تحتاج الانترنت لتحميل الملفات الدراسية، وتقضي وقتك حتّى الثالثة فجرًا في متابعة فيديوات يوتيوب القصيرة (هذا أنا آخ) ولا يعني انتظار زميل الدراسة أن يرسل لك الملاحظات عبر الإيميل أن تقضي وقت الإنتظار في متابعة كل جديد على تيك توك!

ماهي نصيحتكم لتعامل طلاب المدارس والجامعات مع الشبكات الاجتماعية؟