هناك لحظات سحرية لكثير من المنتجات، تسمح لهم باخراج أفضل ما فيها من خصائص وتطويرات، وهذا يكون غالبًا عندما يزداد مستخدمي المنتج، ويكون بينهم تواصل بشكل يشبه المجتمع، وهذا ما كان لتطبيق كلوب هاوس.

بدايات كلوب هاوس لم تكن سحرية، فكان فيها أقل من 500 مستخدم، وعندما تفتح التطبيق لا تجد الكثير من الغرف، بل قد لا تجد الغرف أصلًا، حتّى مؤسسي البرنامج لم يستطيعوا أن ينشطوا طوال اليوم.

لكن التطبيق أتى بفكرة تصمد أمام هذه البدايات الباردة. العالم يمر بعصر يسهُل فيه الاستماع للملفّات الصوتية، الايربودز ومنافسيها، أليكسا وكثير من سمّاعات السيارات، وكذلك حفاوة المنصّات الكبيرة مثل Audible و Spotify بالملفّات الصوتية والبودكاست.

مع ازدياد وطأة جائحة كورونا، طارت سمعة كلوب هاوس في الآفاق وزاد مستخدميها في نهاية عام التأسيس إلى أكثر من مليون مستخدم.

كورونا أفادت كلوب هاوس، فالناس بحاجة إلى تواصل بشري في مثل تلك الظروف الصعبة، لكنَّها ليست السبب الوحيد. مطوّري البرنامج كان لهم تاريخ من تجربة التطبيقات الصوتية لحين الوصول إلى نموذجهم الفعال.

واحد من تطبيقات مطوّري البرنامج كان TalkShow والذي كان يأتي بفكرة تبسيط انتاج البودكاست، دعوة الضيوف وتعديل الصوت ونشره، لكنّه لم يلاقي نجاحًا كبيرًا بسبب غرابة الفكرة.

الناس بحسب مطوّري البرنامج لم يألفوا مثل هذه الأفكار، فلو أردت دعوة شخص ليكون ضيفك في بودكاست، ستقول له: تعال إلى البودكاست الخاص بي، وفي هذا ثقل على النفوس. وكثير من هذه البرامج الصوتية كانت تعتمد على سكربت صارم، وجودة الصوت لم تكن عالية.

كان TalkShow جامدًا في بعض الخصائص، فهو يدعو الناس ليكونوا ضيوفا متحدّثين في البرنامج، ولا يوفّر خاصية الاستماع المباشر من دون مشاركة ، لحسن الحظ الكثير من أفكار TalkShow تحسّنت وأصبحت سهلة مع كلوب هاوس.

الانتاج أصبح سهلًا، وأنت لا تحتاج لدعوة صديق محدد والدخول معه إلى البرنامج في نفس الوقت، تستطيع انشاء غرفة ويدخل كثير من المستخدمين الغرباء. كلاب هاوس كان يسوّق لنفسه على أنه برنامج أشبه بالاتصالات الودّية وليس البودكاست، وليس فيه خاصيّة تسجيل، وهذا يقلّل الضغط على المستخدمين ويجعل الأمر يسير بشكل عفوي.