أثناء دراستي الجامعية، كان لدينا مادة تسمى تصميم المعالجات الدقيقة، وقد أخبرنا الدكتور حينها أن المعالجات تصمم لتعمل بالشكل الذي يتيح للأجهزة أن تعمل بشكل مستقر، حيث أن طريقة عمل المعالج وسرعته تؤثر على كل القطع الإلكترونية الأخرى، وإذا حدث شيء خاطئ في طريقة عمل المعالج يمكن أن يتسبب في إتلاف باقي المكونات الإلكترونية، وفي بعض الأحيان، قد تسبب في انفجار الجهاز.

يردد الكثير من الأشخاص خاصة المهتمين بألعاب الفيديو مصطلح كسر سرعة المعالج، في إشارة إلى إمكانية تخطي السرعة العادية للمعالج إلى سرعة خارقة، حيث أن المعالجات يتم تصميمها للعمل بسرعة معينة طبقا لاعتبارات كثيرة مثل درجة الحرارة وإمكانيات الذاكرة وكارت الشاشة وغيرها من الأمور، علما بأن كسر السرعة لا يجعل الجهاز خارق كما يظن الكثيرين، بالعكس قد يعيق قدرة المكونات الأخرى على التعامل مع المعالج ما يمكن أن يتسبب في أضرار كارثية.

الآن توفر بعض الشركات إمكانية رفع سرعة المعالج لدرجة أكبر في بعض المعالجات وتمنعها في معظم المعالجات الأخرى، ولكن قد يغيب عن الكثيرين أن هذا الأمر ليس دائما شيء جيد، فسرعة المعالجات يتم قياسها بشكل دقيق جدا بالشكل الذي يحافظ على أطول عمر ممكن للجهاز، علما بانني لا أرى فائدة حقيقة من هذه الخطوة، فسرعة المعالج الطبيعية إذا كان الحاسوب ذو إمكانيات جيدة يمكنها أن تقوم بتشغيل أي شيء بسرعة فائقة، علما بأن رفع سرعة المعالج يتسبب في إنفاقك للكثير من الأموال في شراء نظام تبريد وكارت شاشة يدعم هذه السرعة وغيرها، مما يمكن استغلاله في شراء جاهز جديد بالإمكانيات المطلوبة.

من الأضرار التي يمكن أن يتسبب بها تجاوز السرعة المحددة للمعالج هي ما يلي: تقصير العمر الافتراضي للقطع الإلكترونية، زيادة استهلاك الطاقة، رفع درجة الحرارة لمستويات خطيرة حتى مع استخدام نظام التبريد، عدم استقرار في النظام وعمل الجهاز، إتلاف الأجهزة، ولذلك تلغي الشركات المصنعة الضمان عند العلم أن السبب هو كسر سرعة المعالج، حيث يعتبر هذا سوء استخدام من المستهلك.

وأنتم، هل ترون أن كسر سرعة المعالج يمكن أن يكون مفيدا حقا ،أم أنه فقط إتلاف متعمد للأجهزة؟؟