مسلسل حلقات متصلة منفصلة بقالب اجتماعي رومانسي يضم العديد من النجوم ، جذبني أنه بأحد الحلقات ظهور لمى مُنسّقة المعارض الفنية برفقة فنان يذهبا معاً لرؤية منزل قديم وتنفيذ معرض اللوحات فيه، فينهار المدخل عليهما ويصبحا عالقان بداخل المنزل في سجن قد يهدد حياتهم، ويستعيد الثنائي ذكريات طفولتهما التي تتجلى قيمتها الحقيقية في تلك اللحظات، ويأتي حارس البناية القديمة ليُخرجهما ليبدو أن تحررهم يعيدهم لسجن الحياة مجدداً !
تلك المفارقة حيث يظن الجميع أن الحياة هي الوقت الذي تعيشه الآن وترتفع عشرات الأصوات التي تنبذ هؤلاء الذين يفضلون العيش في ذكريات الماضي الجميلة وتلك اللحظات التي تتجلئ قيمتها الحقيقية عندما تعيش كارثة تجعلك تتذكرها ، أنا على سبيل المثال أفتقد بشدة لحظات اللعب في الشارع وبعض الألعاب المعينة مثل (شد الكوبس الكهربا وماسكة الملك والسبع طوبات وأنده وأقول) أفتقد تلك القدرة على اللعب الليل بالكامل في ليلة العيد مع الأصدقاء .. الغريب أنني عندما أحاول أن أذكرهم ، وربما للعب تلك الألعاب في مكان مخصص لها لاستعادة الذكريات يبدو لسان حالهم وكأنما يقولون (يا عم أنت رايق سيبنا في الهم اللي إحنا فيه) ولكن عندما يتعرض أي واحد منا لأزمة صحية فنزوره بالمشفى تبدأ تلك اللحظات الطويلة في الزيارة التي نجبر بها على ترك الهاتف لبضع دقائق من تذكر تلك اللحظات التي لطالما كانت تسبب لنا السعادة وربما بمحاولة تكرارها لتشجيع المريض على التعافي ... فلما تجعلنا الحياة جميعاً نحتاج لكارثة لندرك قيمة ما كنا نمتلك؟
التعليقات