جاءنا أيها الملك السعيد ذو الرأي الرشيد أنه .. كان في يوماً ما تلك العبارة تخلب لب الجميع وتجعلهم يلتفون حول الشاشة منتظرين الغوص في عالم من السحر والخيال أسمه ألف ليلة وليلة، فمن منا لا يتذكر الأشكيف أو مغامرات علي بابا أو السندباد وأبوقير وأبو صير أو حليمة وأختها فطيمة، الغريب أن هذا الجبل من الذكريات كان يكمن خلف تكنولجيا شديدة التواضع، ورغم أن الغرب حول الكثير من المحاولات لسرقة هذا التراث والتربح منه بإنتاج أعمال ضخمة منها الكثير ينتمي لوالت ديزني وبعضها علامات فارقة، ولكن لا نستطيع مقاومة هذا السحر الغريب الذي كان يجمعنا في طفولتنا كل رمضان بحلقات ألف ليلة وليلة ونتابعها بشغف، وبرغم المقارنة مع ضخامة الإنتاج الأجنبي الذي نجحت بعض أعماله بالطبع مثل نجاح قصة علاء الدين في نسختها الحقيقية والكرتونية نجاح مبهر، تتراجع فيه قوة أعمال ألف ليلة وليلة رغم المجهود الذي بدأ يبذل فيها في السنوات الأخيرة بعد إعادة تقديمها منذ أت توقفت من فترة طويلة في نسخة جيدة من بطولة شريف منير وحالياً نسخة أكثر حداثة على يد ياسر جلال ورغم التقنية الحديثة نسبياً والإنتاج الأضخم والاهتمام بتفاصيل أكبر لكن نجد أن نسبة المتابعين لقصص ألف ليلة وليلة تقل يوماً بعد يوم ، حتى بعد مشاهدتك لها أو مشاهدتي لها ما السبب برأيكم؟
لماذا تنجح مسلسلات ألف ليلة وليلة زمان وتفشل حالياً ؟
أعتقد أن تراجع شعبية قصص ألف ليلة وليلة في الأعمال الحديثة قد يرجع إلى تغير القيم والمواضيع التي تعكسها القصص بمرور الوقت، مما قلل من جاذبيتها للجماهير الحديثة، و يمكن أن يكون تأثير التكنولوجيا والمنافسة مع الإنتاج العالمي أيضا عوامل مساهمة في هذا التراجع.
مع مرور الوقت تغيرت استجابة الجمهور لها. في القديد قصص ألف ليلة وليلة لها مكانة خاصة في قلوب الناس وتثير الحنين ومتوافقة مع المواضيع الموجودة في تلك الحقبة، تغير الاهتمامات ربما هو السبب في تغير الاستجابة والتفاعل معها، تراجع نسبة المتابعين له علاقة قوية بتغير الاهتمامات والأذواق الجماهيرية مع مرور الوقت، الجمهور يفضل اليوم أنماطًا أخرى من الترفيه أو قصصًا تناسب توجهاتهم الحالية أكثر.
ورغم التقنية الحديثة نسبياً والإنتاج الأضخم والاهتمام بتفاصيل أكبر لكن نجد أن نسبة المتابعين لقصص ألف ليلة وليلة تقل يوماً بعد يوم
الاهتمام بالتفاصيل والإنتاج الأضخم لا يعني بالضرورة النجاح في جذب الجماهير، فقد يكون البعض يبحث عن السحر والبساطة التي كانت تميز النسخ السابقة من القصص، البعض ينجذب للطريقة التي تم فيها تقديم القصة وتعاملها مع التحولات الثقافية والاجتماعية الحديثة.
الجمهور يفضل اليوم أنماطًا أخرى من الترفيه أو قصصًا تناسب توجهاتهم الحالية أكثر.
وهل يا صديقتي هذا يرجع لأن القصص الحالية تلتزم بالتوجه بالواقع المرير وتقديم المعاناة الحالية الحقيقية التي يعاني منها الناس مثل تقديم ، نماذج المجرمين والبلطجية كمثل عليا (لشخص له القدرة على أخذ حقه) بعدما كان شهريار مثلاً يفصل رقبة النساء بأوامر منه أنتقاماً للخيانة ؟ هل هذا هو السبب الذي تظني ان الناس تغيرت طباعهم بسببه
البعض ينجذب للطريقة التي تم فيها تقديم القصة وتعاملها مع التحولات الثقافية والاجتماعية الحديثة.
وإذا كان الأمر كذلك أليس من باب أولى تطوير الأعمال بشكل يسمح بمواكبة القضايا العصرية والحداثة لمواجهة التحولات الثقافية ، فهل مثلاً يثير دهشتنا أن نرى شخص يقف أمام باب مغارة ويقول أفتح يا سمسم .. فينفتح الباب ، هذه الأمور الخيالية في السابق التي كان العقل يراها من العجائب أصبحت الآن آمر طبيعي للغاية .
نماذج المجرمين والبلطجية كمثل عليا (لشخص له القدرة على أخذ حقه)
لكن اليس هذا هو الواقع، اليست الحقيقة اليوم، البلطجي والفارغ فكريا وغيرها من الاشخاص اصبحت لهم أهمية كبيرة في توجهات افراد المجتمع وجعلهم كقدوة يتحذى بها للاسف.
هذه الأمور الخيالية في السابق التي كان العقل يراها من العجائب أصبحت الآن آمر طبيعي للغاية .
مع التطور التكنولوجي اصبحت الناس ترى نماذج أكثر من هذه لهذا اصبحت هذه عادية.
في السابق، كانت مسلسلات ألف ليلة وليلة تتمتع بسحر خاص وجاذبية تاريخية وثقافية تميزت بها قصصها وشخصياتها. كانت هذه المسلسلات تلبي رغبة الجمهور في الهروب من الواقع والانغماس في عوالم خيالية مثيرة. مع تطور الثقافة وتغير تفضيلات الجمهور، قد يكونت القصص والمواضيع الحديثة أكثر جاذبية للمشاهدين. قد يشعر الجمهور بأن العروض الحديثة تقدم تجارب أكثر تنوعًا وتحديثًا مما كانت عليه مسلسلات ألف ليلة وليلة.
علاوة على ذلك، يمكن أن تكون الطريقة التي يتم بها تقديم المسلسلات والإنتاج السينمائي الحديثة أحيانًا أكثر جاذبية للجمهور، مما يجعلهم يميلون إلى مشاهدة المسلسلات التي تستخدم التقنيات والمؤثرات البصرية الحديثة بشكل مبتكر.
وهل التقنية وحدها يا صديقي @khaled_elshahat2 تكفي لإنتاج عمل قوي وجيد ، فلو كان الأمر كذلك فقد شهدت المؤثرات البصرية في آخر نسختين من المسلسل قفزة هائلة نوعية فيما يتعلق بتوظيف المؤثرات البصرية ، ويبقى سؤال أكثر أهمية كيف يمكن أن تحفزنا قصص ألف ليلة وليلة الحالية من تحفيزنا مجدداً لمشاهدتها؟
لكل مقامٍ مقال ولكل زمنٍ ما يناسبه من الأعمال ورغم أننا نحنّ كثيرًا إلى تلك الأيام وإلى أعمال فنية عبقت بها طفولتنا لكنني متأكد حتى لو أعيدت تلك الأعمال فلن نتابعها وكمثال كنت من متابعي فوازير رمضان لشريهان وكانت تشدني كثيرًا وفي رمضان الفائت جربت أن أحضر أنا وأبنائي إحدى حلقات تلك الفوازير فلم يتقبلوها أبدًا وأنا كذلك لم أتقبلها.
إعادة المشاهدة لها ربما لن يكون بنفس الإحساس، وهذا بسبب تشبعنا بصريا بأعمال خارجية فيها من التطور البصري ما يجعل الأعمال القديمة ذات الجودة المنخفضة بصريا لا تناسب هذا العصر، فنحن في الماضي مع ضعف الامكانيات كنا ننبهر لأننا لم نرى ما يمكن مقارنته، فاليوم ليس فقط نحن بل في العالم الغربي يحدث هذا الأمر أتذكر جمهور في الصين قام بالاعتراض وتكسير بعض السينمات لأنها لم تعرض فيلم Avatar الجديد على شاشات حديثة تعرض الصورة البصرية بشكل يناسب الفيلم! وأيضا الاعتراض الكبير على Spider-Man: Far from Home بسبب ضعف المؤثرات البصرية ولذلك عوضتنا الشركة في الجزء الذي يليه الذي كان مرضيا بصريا وتقنيا فهذا أمر مهم يجب الالتفات إليه ويحدث في العالم كله.
إذاً بوجهة نظرك صديقي العزيز @Hamdy_mahmouds أن هذا يعود بالأساس لأسباب تقنية ، أي أننا لو أعدنا تقديم الأعمال القديمة بشكل بصري وبمؤثرات خلابة تثير الخيال هذا سيجدد بدوره ثقتنا في تلك الأعمال بالأخص إن تم إعادة كتابتها بشكل معاصر يناسب طريقة التفكير الحالية .. أعتقد أن هذا هو ما تقصده .
إذاً لماذا بوجهة نظرك فقدت تلك الأعمال سحرها هل السبب فينا كمشاهدين أم في الطريقة أو القالب الذي تقدم به الأعمال نفسها ، وهل مثلاً إذا ما تطورت الفوازير وتم قولبتها في قوالب أكثر حداثة وتفاعلية مع الجمهور يمكن أن تعيد الأهتمام بها أم أن الأمر أشبه بشخص يودعنا وهو موشك على لفظ نفسه الأخير (أقصد الفوازير وألف ليلة وليلة بالطبع).
ليست الوحيدة التي فقدت سحرها فكل ما حولنا للأسف لذلك دائمًا ما تتردد إلى مسامعنا عبارة "أفلام الزمن الجميل" تخيل معي أن يتم إنتاج جزء آخر من ليالي الحلمية أو المال والبنون أو رأفت الهجان وبممثلين جدد وإخراج عصري هل كنا سنتابعه بالتأكيد لا فأنا بعد جزأين من باب الحارة لم أستطع أن أكمله وهناك أسباب كثيرة منها ما يتعلق بنا أنفسنا وبالمتغيرات من حولنا وما نعيشه من مآسٍ وحروب وهناك أساب أخرى تتعلق بالعمل وبسيرورته الزمنية وأشخاصه الاعتباريين كلها عوامل تتحكم بنا شئنا أم أبينا.
في الماضي كان عدد القنوات بسيطا لا يتعدى أصابع اليد الواحدة بالإضافة إلى الى جودة العمل من الناحية العملية والأداء، ولا أتحدث عن الفارق الشاسع بين الإمكانات الفنية اليوم والماضي، كما أن كثرة المعروض والمشتتات أصبحت أكثر، كما يمكن توقع حلقات الف ليلة وليلة، ولكن لا يمكن توقع حلقات مسلسل جديدة ذا قصة جديدة.
نعم أعتقد أن هذا الطرح منطقي .. فالإغراق في الأعمال أفقدها قيمتها فتخيل أنك مثلاً تحب بشدة الشكولاته ففتحت باب دولاب منزلك و وجدت أنه مكدس بالشكولاته لدرجة جعلتها تتساقط للخارج من فرط كثرتها حينها سيقتل لديك هذا أي شعور أو شهية للمتابعة في الأكل بسبب الوفرة الشديدة المبالغ فيها ، ولكن هل من وسيلة تعيد لتلك الأعمال بريقها البعض طرح أن تطوير المؤثرات البصرية والصوتية كافي لأن يحدث فرق فهل توافق على هذا الرأي أم تعتقد أن الأمر يحتاج لما هو أكثر من ذلك؟
التعليقات