ما هو مسلسل الطفولة المفضل لك؟ وهل كان له تأثير عليك؟

مسلسلي الكرتوني المفضّل حين كنت صغيراً كان الصراحة يوغي يو، هذا المسلسل عبارة عن 50 حلقة يتحدّث عن لعبة أوراق في مناخ فرعوني مصري، ما جذبني وأنا صغير لهذا العمل باعتقادي الآن بأنّهُ لم يتعامل معي كصغير نهائياً بل بالعكس تماماً، صعّب المسائل كثيراً علينا كأطفال، صعّب المتعة ومع ذلك بقيت مفهومة لنا وبالتالي ممتعة، كنّا نشعر بأننا لسنا صغاراً حين نشاهده على كثرة التعقيد الذي فيه، كانت كل بطاقة وكل ورقة لديها وصف طويل وشرح وميزات وقوى وحتى قصّة العمل مليئة بالأشرار الذي يفعلون الخير أحياناً والعكس صحيح، كانت لعبة تجرّد الأمور أكثر وهذا كان ممتع لي ولأبناء جيلي، إلى اليوم حين أشاهد مشهد من ذلك العمل أسأل نفسي: كيف استطعنا فعلاً مشاهدة هذا الأمر وكل هذا التعقيد وبقينا نفهم ونستمتع؟

ابتسمت تلقائيًا لاستعادة هذه الذكريات، أنا كنت أتابع هذه المسلسلات بوجداني وكل كياني، كنت أنصهر فيها، لهم الفضل بعد الله في عشقي للعربية وإتقاني لها، ولهم فضل في غرس الكثير من المعاني النبيلة في نفسي.

كنت أحب عهد الأصدقاء وأبطال الديجيتال وهزيم الرعد وسلام دانك وكابتن رابح والقناص وزورو وكل القصص التي كانت تركز على معاني الصداقة والمحبة.

رشحت لأطفالي عدد من هذه الأعمال، أحبوا بعضها ورفضوا بعضها، ولكن أشعر بالفخر عندما أشاركهم أدق تفاصيل كارتون مثل القناص وكيف أن أسرة كيلوا مثلًا كانوا قساة القلب، أجد طفلي يبتسم ويقول لي من أين عرفتِ!

أنا من الجيل الذي ارتبط بمسلسلات سبيستون ولم يفارقه ذلك حتى الآن، خصوصًا الأغاني التي صنعت لهذه المسلسلات فكثير منها أتذكره بشكل يومي وأصبح جزء حقيقي من حياتي سواء الجاد منها كهزيم الرعد الذي تفوق جودة أغنيته جودة العمل نفسه أو الهزلي كالضاحكون وأكاديمية الشرطة أو الشاعري كالقناص وغيرهم الكثير، أما عن مسلسلي المفضل فلا يزال مسلسل عهد الأصدقاء يؤثر في كثيرًا حتى الآن وقد أعدت مشاهدته من وقت قريب فمن قصته الشاعرية ومعانيها السامية إلى تصميم شخصياته من حيث الرسم والجوهر، ولازال الكثيرون منا يتابعون سلسلة القناص أو Hunter X Hunter التي تشير بعض التقارير لكونها ستعود قريبًا.

مسلسل الطفولة بالنسبة لي -والذي يمتد إلى الآن- هو المحقق كونان، لطالما كان يبدو عملا مذهلا وملهما فيما يتعلق بالتحري نحو الحقيقة وما يلزم من تحليلات في سبيل ذلك. امسلسل لا يزال مستمرا في العرض لذلك فهو ليس مسلسلي المفضل فترة الطفولة فحسب، بل ربما في كل الأوقات.

أعتقد أنني كنت مختلفة تماما، فصراحة أن لم أكن من محبين سبيستون أو أي نوعية من مسلسلات الكرتون التي كانت تعرضها، ولا أفهم السبب للآن برغم حب الجميع لها، إلا أنني ببساطة كنت أشعر بالملل، وكنت أفضل المسلسلات أو الأفلام الأخرى التي بها بشر حقيقيين، باستثناء بعض أعمال ديزني الكرتونية، لم أكن من الأطفال التي تفضل الكرتون عموما. ولكن هناك أعمال شكلت لي السعادة عندما كنت صغيرة ومازلت إلى الآن مثل سلاسل أفلام The Chronicles of Narnia أو Harry potter.

مسلسل الطفولة المفضل هو مسلسل “Kimsesizler” التركي. يحكي المسلسل قصة سيدة يتم الزج بها بالسجن بسبب ارتكابها لجريمة، وتودع طفلتها لدار الأيتام التي تحوي على قصص حزينة للأطفال. لم يكن له تأثير على مستوى شخصي، ولكنه كان مؤثرًا على مستوى الإدراك بشأن الظروف الصعبة التي يمر بها بعض الأطفال في المجتمع.