تُريد أن تكون أخلاقياً فعلاً؟ عليك أن تُسامح قتلة عائلتك حتى! مسلسلthe manifest.

وأنت ماذا كنت ستفعل في هكذا موقف؟ والسؤال الأهم: تتفق معي في مسألة أنّك لتثبت أخلاقيّاتك فعلاً عليك أن تبرهن هذا الأمر بطريقة صعبة جداً كهذه؟

سوف اصدمك ...لكن عليا ان اقول ان المسامحة لا علاقة لها بالأخلاق ، فالاخلاق هي الخير تجاه النفس والأخر، وليس تجاه الاخر على حساب النفس، بعض الاشياء يمكن تجاوزها والتغاضي عنها حسب ما تستدعيه من القيمة والاهمية، لكن ليس كل شيء قابل للمسامحة والتجاوز، طبعا لا اقول هنا أن كل شيء بمقابل والعين بالعين ، لا، لكن المسامحة في حدود المعقول الذي ترضاه النفس بعامة، من صغائر الامر وليس من الاخلاقي المسامحة في امور كبيرة ومؤثرة بالفعل.

تصور ان يطلب من ضحية ان يسامح قاتله، أو من معتدى عيلها ان تسامح المغتصب، والكثير من الناس يروجون لهذه الفكرة وهي غير مجدية، لان شخصا ما لم يسامح حتى لو ادعينا ذلك وعلينا ان نختار اما ان نسامح المعتدي على حساب انفسنا وتبقى مشاعر الذل والحسرة تلاحقنا طول الحياة أو ان لا نسامح لكن أنفسنا على الاقل ونحترم مشاعرنا ولا نكون ضد انفسنا مرتين مرة من معندي ومرة منا نحن.... كانط اكبر مثالي في الاخلاق ويقول لا تسامح يارجل ...وانا ايضا لا اسامح بل أتناسى واكافح كي لا انتقم، هناك قصيدة جيدة لأمل دنقل يشرح فيها ما قلت بشكل بديع تقول:

لا تصالح!

..ولو منحوك الذهب

أترى حين أفقأ عينيك

ثم أثبت جوهرتين مكانهما..

هل ترى..؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

هي أشياء لا تشترى

ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك

حسُّكما فجأةً بالرجولةِ

هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ

الصمتُ مبتسمين لتأنيب أمكما.. وكأنكما

ما تزالان طفلين!

تلك الطمأنينة الأبدية بينكما

أنَّ سيفانِ سيفَكَ..

صوتانِ صوتَكَ

أنك إن متَّ:

للبيت ربٌّ

وللطفل أبْ

هل يصير دمي بين عينيك ماءً؟

لا اريد أن أقول أني مثالية إلى حد أنني أبقى مع الالم والوجع طول الزمان أحمله لشخص لا يستحق، وهذا ما لايفهمه أصحاب التنمية البشرية ورجال الدين الدين يقنعون بأن تسامح من أجل نفسك كي ترتاح من ألم ما تحمل في قلبك، لكني أقول رُب ألم علمك ونسيان أوقعك مرتين، من قال أن من لا يسامح يبقى متألم طول حياته، من لا يسامح ويتجاهل ويتناسى ويعيد الأمر إلى حجمه لن يشعر بالألم وقليل من الألم الذي تحمله الذكرى سوف يكون قوة وسلاح لكي لا يسمح بان تكون ضحية مرة اخرى، أقول هذا وأنا من ضحايا التحرش الجنسي الذي غير كل حياتي وشخصيتي وعلاقتي بنفسي وثقتي بها ، نعم لا نسامح لكن لن نموت قهرا بل عزة .

نحن جميعنا بشر، لكن من يُسامح؟

دائما ما كنت اعتبر أن من يُسامح يتمتع بالنضج العاطفي والروحي، ويمكنه التعاطف والتفهم مع الآخرين. ومن يمنح الغفران يمنح السلام والراحة لنفسه وللآخرين.

بالفعل، التسامح والمغفرة هما أحد أهم الصفات الإنسانية، فهما يساعدان على بناء العلاقات الإيجابية بين الأفراد والمجتمعات. وعلى الرغم من أن الإنسان يميل إلى الانفعالات السلبية أحيانا، إلا أنه يمكنه التحكم فيها والتعلم منه.

وصحيح السماح للآخرين بالخطأ ومنحهم الغفران يمكن أن يخفف من حدة الألم ويساعد في تحقيق السلام الداخلي، ولطم هندما يتعلق الأمر بالعائلة لابد ان نرسم خطا سميكا يا ضياء فيما قلته في اعلى النص، الانسان مهما كانت خلافاته مع عائلته، ولكن لن يتمنى لهم الأذى لغاية الموت، العائلة مهما تكن تخلق لديه شعورا لايجب المساس به نهائيا.

حين تسامح شخصًا أذاك، هو بالتأكيد ليس أمراً سهلاً لكنه سيقلل من بغضك لهذا الشخص و بالتالي لن تركز في كيفية الانتقام منه و تحد تفكيرك في هذا الاتجاه، لذلك التسامح يجعل منك شخص أفضل لنفسك و لراحتك و لإنتاجيتك قبل انطباع الآخرين عنك