مسلسل النزوة: عدم احترام تقاليد المجتمع عند نسخ المسلسلات الأجنبية غباء

لا ادعو لإعطاء دروس أخلاقية، فالخيانة سلوك موجود في كل الثقافات وكل الأديان، لكن المختلف ضياء هو رد الفعل تجاه، تعليقي على رد الفعل نفسه، يعني فكرة أن تحمل فتاة بعمر المراهقة هناك بالغرب أشبه بدليل على النضج وهو حرية شخصية حتى الأهل لا يتدخلوا مع أولادهم بذلك، لكن هذا إن حدث لدينا فهو مخالف للشريعة وللعادات والتقاليد ولكل شيء، لذا لا يجب أن يكون رد الفعل بهذا البرود، وكذلك الخيانة، ببساطة لا أنفي وجودهم لكن أنكر رد الفعل الضعيف هذا تمامًا وكأنه شيء طبيعي ولا يقف الوقوف عنده.

 فعربياً نسب الطلاق أعلى بكثير من الغرب رغم أنّ الغرب مُتحرر أكثر من هذه الناحية

المقارنة ليست بمحلها من الأساس ولا يجوز إجرائها، لأن العوامل المؤثرة ليست واحدة، فأنت بالشرق أكثر الديانات انتشارا الإسلام وهو ما يبيح التعدد والطلاق، على عكس الديانات وبعض المذاهب التي يكون الطلاق محرم فعليا كإجراء، لكنه لا يمنع الخيانة بذاتها، أما عن أسباب الطلاق فلا يمكن حصرها بالخيانة فهناك البخل والضرب والإهانة النفسية والجسدية وعدم الإنجاب وغيره.

أنحن (بمنطقتنا العربية وبلادنا الإسلامية) نرتكب كل تلك الكوارث "التي لا تضاهى" و"لا بشكل من الأشكال" مع العالم الغربي "والتي لا تفتقر إنسانيا حتى"!؟

"العالم الغربي" بزعامة أمريكا التي نشرت العهر والخلاعة وحملت مشعل الحرية ("االحرية" بمفهوم قلة الحياء ) لكل العالم "حرفيا" بالقرن العشرين (وبالمناسبة فهذا مذكورة بتفصيل مدهش عجيب نصوص أهل الكتاب بسفر الرؤيا السفر المشهور بنبوءة آخر الزمان عن بلد أو دولة ستفعل ذلك وسيكون على بابها البحري تمثالا مشيدا بنفس مواصفات تمثال الحرية بمدخل نيويورك) وروجت لهدم كيان الأسرة فلم يعد عندهم زواج أصلا والإجهاض فانتشر الزنا والخنى بالتدريج حتى وصل لسن المراهقين الصغار، بل ويطالبون بتقنين ذلك وجعلها حقوق للأطفال لصغيرة (اتفاقية سيداو ومؤتمر السكان والذي منه)، ولما تشبعوا من ذلك (علاقة الرجل والمرأة) فتحوا لعلاقات أخرى شاذة ثم شرعوا في تقنينها كذلك، حتى صرنا نسمع عن علاقات مع الحيوانات ومقننة كذلك.

فمهما قلدهم البعض في منطقتنا وتأثر بهم الشباب وتشبعت من أفكارهم الإعلام ووسائل الفن فهل يصح أن يُقال "أننا هنا نرتكب ما لا يضاهى.... إلى آخر ما ذكرت من أوصاف"؟

فكيف يكون ذلك كذلك؟

لم أستوعب كلامك البتة فاسمح لي أنت بالاختلاف معك هنا تماما (وإلا أوضحت لي مشكورا كيف يكون ذلك الذي ذكرت كذلك)

كيف يكون الجزء أكبر من الكل؟

وكيف يكون الفرع أخبث من الأصل والجذر؟

بالنسبة لدور عائشة بن أحمد كان جيد جدا كونها مريضة نفسيا، لكن أجد أن كان هناك مساحة لأداء أقوى بالنسبة لها ولخالد النبوي تحديدا، وسالي شاهين رغم أنها مذيعة بالأساس لكن أكثر واحدة بالمسلسل أعجبني أدائها، انفعالاتها.

أيضا ربط فكرة الروتين بحياة الكاتب بالملل الذي قد يصل له في أعماله أو عدم قدرته على الكتابة وكأنه يجب أن يعيش في دراما ليكتب الدراما.

من أكثر المشاهد التي استغربتها، وخاصةً أن والد زوجته كاتب أيضًا ويقر ويعترف أنه لم ينجح بكتاباته إلا بعد الدخول في علاقة ثانية، يعني ألا يتمكن الكاتب من الكتابة إلا بعيش حالة حب مختلفة، هناك وسائل كثيرة يمكن للكاتب الاعتماد عليها لكسر الروتين بخلاف ذلك.

 وهل سيأتى اليوم الذى تستطيع الكوادر المميزة فى مجال الدراما والتمثيل إخراج أفضل ما عندهم إنطلاقا من عادات المجتمع وتقاليده ؟

متوفر بالفعل أحمد، بالفترة الأخيرة تم عرض مسلسل أعمل أيه لخالد الصاوي من أفضل الأعمال التي رأيتها بالفترة الأخيرة، العمل يشبهنا ويشبه كل بيت مصري يلمس مشاكلنا بقالب درامي مفيد.

ومسلسل إيجار قديم من المسلسلات الجيدة جدا أيضا، والاثنان أعجبوا الجمهور جدا لأنهم وجدوا انفسهم بهم، لذا تمصير الأعمال الأجنبية عند اقتباسها مهم جدا، وهنا أعمال كثيرة قديمة وجديدة تم اقتباسها ولكن تم تمصيرها أيضا، لذا قد لا يعرف ذلك المشاهد من الأساس لقرب المحتوى منه.

من قال أن هناك مجتمع ملائكة، بالعكس بكل مجتمع بلاويه حرفيا، لكن مع اختلاف النهج والتعامل معها، فالزنا بالغرب ليس مخالفة أو فعل محرم، وله مسميات أخرى لكن بالوطن العربي رغم تواجده لكن يظل فعل محرم، ويجب الاتجاه حوله رفضه وشجبه وأن يكون هناك ردود فعل من الأطراف الأخرى تبرز بشاعة الفعل، لا أن تسامحه زوجته وكأنه كان يكذب أو وجه لها إهانة لفظية، نست خياته في لحظة لأنها تحبه، فهل الحب يقبل الخيانة؟!

بجانب أن قد تقبل بعد الزوجات مرغمة بعض أنواع الخيانة، مثل مكالمات أو خروجات لكن علاقة محرمة فهي تدخل نفسها في احتمالات كثيرة لنقل أمراض مثل الإيدز وغيره.

ودور الأعمال الفنية هو تعرية وتبيان الاختلالات التي يعاني منها المجتمع، وهذا في حد ذاته جزء من العلاج والتصحيح.

ليته فعل ذلك أمنية، كنت أيدته جدا لأنني أؤمن بهذا الدور الذي ذكرتيه، لكنه قدم الأخطاء بصورة سهلة ويسيرة لا تعكس حجم الخطأ، وبالتالي لو مراهق أو مراهقة شاهد العمل لن يصله حجم الخطأ الحقيقي وقد يصل للاستسهال في الخطأ.

لكن يظل الوعي إن تم تشكيله من البداية كما يجب فلن يكون فريسة لأجندات الإعلام الممنهجة، لذا الخطوة المعالجة واضحة جدا في التربية والتنشئة وتعزيز الصواب وتميزه من الخطأ

التكرار برأيي يكون مفيدا في حال تم طرحه بقالب مختلفا وبما يتناسب مع ثقافة البلد، يعني فيلم أجنبي بنكهة مصرية فلديك فيلم شمس الزناتي مقتبس من The Magnificent Seven ما رأيك به؟ هل تشكين للحظة أنه مقتبس؟

أيضا فتاة المصنع لياسمين رئيس مقتبس من الفيلم الفنلندي الذي يحمل عنوانًا مشابهًا "فتاة مصنع الكبريت" ما رأيك به؟

الفكرة أن فكرة الاقتباس موجودة منذ الأفلام الأبيض والأسود مثل ليلى بنت الأغنياء وغيرها الكثير لكن كان ما يتسم بها أن الأعمال يتم تمصيرها، يعني لا تشكي للحظة انها مأخوذة من أعمال أخرى.

أما لماذا التكرار أحيانا يكون للاستفادة من النجاح الذي حققه الفيلم الأصلي، وهذا ليس موجودا لدينا فقط لكن هناك أعمال كثيرة لها نسخ بدول مختلفة.

من قال هذا؟!

توجد أعمال كثيرة نجحت ولم تخالف قيم الدين أو عادات المجتمع الموجودة فيه، حتى صُنفت من أعظم الأعمال. وعلى النقيض، تجد أعمال أخذ منها الخلاف حظه، وتجدها فشلت بل وكانت وصمة عار في تاريخ الفن.

الفن يا سيدي يقوم على كل ما هو استثنائي وغير مألوف ليصنع منه قصة تجذب المشاهد.. فلا فائدةمن سرد قصة مملة عادية لا جديد فيها.. وبالتالي فالفن هو ما يروج لظاهرة سيئة عن طريق التركيز عليها والزعم بأنها منتشرة وأننا لم نأتِ بجديد، والأقبح أنه قد يكون مصدر الظاهرة أحيانا.

يا ليت الفن لا يقحم نفسه في محاولات التغيير من المجتمع ونشر الوعي، لأنه -على الأغلب- يأتي مع صنّاعه بنتيجة عكسية إلا من رحم ربي.. يا ليته يركز على دوره الأساسي والذي هو إمتاع و"تسلية" الجمهور.

ويكسر تابوهات

ماذا تقصد بكسر التابوهات، يعني لو أعطيتني مثال فضلا؟

لو فرضنا على المنتجات الفنية ان تتوافق مع الدين والعادات والتقاليد فستنتج اعمال فنية ركيكة خصوصا في دولنا المحافظة.

لا اطلب أن التوافق الذي فهمته بالطرح ولكن أريد أن يعكس ردود فعل المجتمع في رد الفعل، يعني الخيانة لا مشكلة لدي في طرحها بالعمل فهي تحدث بالواقع وطرحها يسلط الضوء على مشكلة، لكن لا تعالجها لي بطريقة لا تحدث بعالمنا العربي، خاصة أن الخيانة بالمسلسل كانت بين رجل متزوج وامرأة متزوجة، برأيك كيف سيكون رد فعل رجل يكتشف خيانة زوجته؟

كذلك المثال الثاني، عرض المشكلة أيضا وارد الحدوث، لكن الاستسهال من قبل الفتاة وكأنها لم تفعل شيء غير وارد بمجتمعنا، فالاستسهال في طرح المشكلة هو الذي يفقد قوة تسليط الضوء عليها، وقد يترك أثرا سلبيا على المشاهد

اما عن ردود الأفعال الباردة التي أظهرها العمل الفني اتجاه هذه المنكرات، فقد تكون مقصودة للإشارة إلى أنها بدأت تتسلل بالفعل إلى مجتمعاتنا ونحن سائرون في التطبيع معها وهنا يكون العمل قد نجح في رصد هذه الظاهرة الخطيرة، ويلتمس التصدى لها.

كيف وهو لم يطرح السلوك الآخر، يعني عرض التساهل ولم يظهر له أثر سلبي، عرض التساهل ولم يكن بالعمل نموذج يطرح المعالجة بطريقة مرضية بالتصدي لها، يعني لو نجح بالإشارة لكن لم ينجح بطرح المعالجة وهذا هو محور الموضوع الذي أرتكز عليه، مثلما تجدين في أعمال كثيرة صوت للحق وصوت للشر، صوت للخطأ وصوت للصواب، لكن هذا غير متوفر بهذا العمل.