منذ فترة شاهدت مسلسل صيني Master of My Own، وحينها تذكرت أن ما حدث مع البطلة حدث معي بالضبط؛ فمنذ 9 سنوات تقريبًا كنت أعمل كمهندس دعم فني في شركة الانترنت الرئيسية في مصر، وحينما ذهبت للبنك لمقابلة صديق والدي سألني لماذا تركت الصحافة؟ وقتها أخبرته أني لم أتركها ولكني لم أجد وظيفة في أيّ جريدة أو موقع إخباري لذا قررت أعمل في أيّ شيء بجانب كتابة مقالاتي التي أنشرها كل فترة على صفحتي، وحينها نصحني بألا أتخلى عن الصحافة وأن أكرس وقتي كله من أجلها، طبعًا حينها فكرت هل سأتخلى عن مرتبي، وأسير في طريق مجهول لا أعرف بالضبط ملامحه؟ و في النهاية اتخذت قرار اكتشاف المجهول وتركت عملي، وبعدها بفترة بسيطة نصحتني صديقتي، وقالت: يا هبه سيبك من الصحافة دي مبتأكلش عيش ودوري على وظيفة ثانية أحسن.

هذا هو بالضبط ما حدث للبطلة فبالرغم من أن رئيسها أخبرها بأنها ستنضم لقسم الاستثمار -لاحقًا- إلا أنه أحبها وأقنعها أن وجودها في منصبها الحالي -بجانبه- أفضل من ذهابها لقسم الاستثمار، وظل يخبرها أنها لا تصلح لتلك المهنة وأن قدراتها محدودة، ولكنها أصرت على موقفها وبالفعل حققت ما تريده رغمًا عن تعرضها لبعض العقبات في طريقها، وفي النهاية أسكتت كل من شكك في قدراتها، هل تتذكرون مقولة "تفوق التلميذ على الاستاذ" هذا هو ما حدث بالفعل، واستطاعت البطلة في النهاية تحقيق حلمها وأصبحت أنجح من البطل.

يقابل البشر في كل المجتمعات أشخاص يقللون من عزيمتهم، ويحبطوهم إما بسبب الغيرة أو لأسباب أخرى، ولكن العبرة في طريقة استجابتنا لما يقوله الآخرين لنا؛ فكلما زادت ثقتنا في أنفسنا كلما قل تأثير البشر علينا.

في مسابقة تسلق جبال ربح شخص واحد فقط في حين أن جميع منافسيه تعثروا، وحينما سألوا الفائز عن سبب فوزه وعدم تعثره تفاجئوا أنه لا يسمع ولا يتحدث، ولكنه أجابهم بلغة الإشارة وقال أن سبب فوزه هو كونه "أصم" فلو استمع لتشجيع أصدقاء وأقارب منافسيه، ولو استمع لأيّ صوت أخر فكان من الممكن أن يفقد تركيزه ويتعثر مثلهم، ولكنه لم يسمع شيء وبهذا وصل للقمة.

تلك القصة وقصة المسلسل وقصتي أنا على الصعيد الشخصي أكدت لي صدق المقولة التي تقول "الملتفت لا يصل"

والآن دعوني أسألكم سؤالين أولهم: لو كنت مكان البطل هل كنت ستفضل أن تبقى البطلة بجانبك وتقنعها أنها لا تصلح للمنصب الجديد؟ أم ستشجعها وتتركها تحقق نجاحاتها الخاصة؟

وإذا صادفت موقف مشابه وأخبرك الجميع بأنك لا تصلح لتولي تلك المهمة وأن قدراتك محدودة هل ستقتنع بوجهة نظرهم دون خوض التجربة أم ستقول يكفيني شرف المحاولة وأنا سيد مصيري I'm the master of my Own؟