منذ شهر تقريبًا تابعت مسلسل الطبيب المحامي، هو مسلسل كوري جنوبي، ولكن لفت نظري قضيتين في غاية الأهمية ناقشهم المسلسل الأولى تبدو جلية في عنوان المسلسل "الطبيب المحامي" فبعد أحداث متداخلة اضطر البطل لتغير مسار حياته بعدما فرق البشر بينه وبين مهنته رغمًا عن كونه طبيب عبقري.

وهنا لامس المسلسل وقصته ما مررت به منذ 15 عام بعدما فرق القدر بيني وبين حلم الطب، وأصبحت صحفية تمسك قلم في يدها عوضًا عن المشرط، صدقًا ما الفرق بين كلاهما؟ فالمشرط يعالج جروح وأمراض البشر الجسدية، ولكن قلمي يعالج أرواحهم، ولكن تجربتي أكدت لي أن القدر أحيانًا يعرف أكثر من البشر، وأنا على يقين أن الخيرة فيما اختاره الله لنا.

القضية الثانية وهي كيف يتعامل الأباء مع أبنائهم بطريقة تساعدهم على الفشل بدلًا من النجاح؛ فأغلبنا يرى أباء تحبط أبنائها وتخبرهم بفشلهم باستمرار، وأخرون لا يثقون في أبنائهم، والفئة الأخيرة تدللهم بزيادة، ولكن ما حدث في المسلسل كان مختلف؛ فالأب محى شخصية ابنه وبدلًا من تعليمه كيف يكون جراح ناجح ليرث المستشفي من بعده فضّل أن يحل محله جراح أنجح منه، وبذلك قضى الأب على حياة ابنه فبدلًا من الوثوق فيه وإعطائه فرصة للتعلم تخيل أن الطريق الأسهل لنجاحه سيكون عن طريق سرقة نجاح غيره.

والآن دعوني أسألكم هل ستفعلون كما فعلت، وكما فعل البطل وتقتنعون أن في جعبة القدر ما هو أفضل بالنسبة لكم أم ستحاولون محاربة القدر والثبات على موقفكم؟

لاحظوا هنا نقطة مهمة جدًا وهو أني سعيدة لعدم دخولي كلية الطب فشخصية تحب الأطفال مثلي لا تستطيع أن تملك قلب قوي لمعالجتهم، ربما لو أصبحت طبيبة كنت سأترك الروشتة وأجلس أبكي أو ألعب مع الأطفال بدلًا من علاجهم.

السؤال الثاني هل تتفقون مع الأب في محو شخصية ابنه ومحاولة صنع نسخة مكررة منه ليحل محله؟ أم ستتبعون الطريق الأصعب وستعلمونه، وتتركونه يُنمي مهاراته وقدراته بنفسه؟