مسلسل "راجعين يا هوى" من بطولة خالد النبوي وهنا شيحة ونور ومن إخراج محمد سلامة الذي قدم من قبل مسلسلات مثل "ملحمة موسى" لمحمد رمضان، ومن كتابة محمد سليمان عبد المالك ومن أعماله السابقة مسلسلات "قصر النيل" لدينا الشربيني و"ممالك النار" لخالد النبوي، أما القصة فهى للمرحوم الكاتب القدير أسامة أنور عكاشة. 

المسلسل في الأغلب يدور في إطار كوميديا إجتماعية خفيفة بالإضافة إلى لمحات من الغموض والتشويق التي تم إضافتها ببراعة. 

بطل المسلسل هو خالد النبوي في دور "بليغ أبو الهنا" رجل أعمال يعيش في أوروبا منذ أعوام طويلة. يخسر بليغ ملبغًا كبيرا من المال في مشروع، ويضطر للتوجه إلي مصر ليطالب عائلته بباقي ورثه ليسدد الدين الذي عليه. لقد سمعنا كلنا عن أفراد من العائلة قد وقعوا في مآزق مادية، واحتاجوا مساعدة، ليجدوا أهلهم بجوارهم. هنا يحاول بليغ طلب ميراثه ليخرج من مآزق أوقع نفسه فيه، لتقابله عائلته بالسخرية والاستهزاء. ليس فقط ذلك، إنما أيضا تتم مقابلته بفتور وبرود. أليست صلة الأرحام من أفضل شيم الكرام كما يقولون؟ ومع ذلك لا نجد ذلك يحدث في مسلسل "راجعين يا هوى". لذلك أرى أن فكرة المسلسل من أفضل أفكار مسلسلات رمضان هذا العام ومن أكثرهم ملائمة للمشاهدة هذا الشهر، على عكس الكثير من المسلسلات التي يمكن أن نشاهدها في أي شهر في العام. 

لماذا فكرة المسلسل مناسبة تماما لرمضان؟ لأن رمضان هو شهر التقارب العائلي بالإضافة إلى كونه شهر الخير والكرم، وهذا المسلسل يعرض علينا فكرة أصبحت شائعة للغاية في الأعوام الماضية، وهى مشاكل توزيع الميراث، خصوصا وفي عصر السوشيال ميديا أصبح نقاش الفكرة متكرر. هل أصبحنا نعيش في زمن فيه المال أقوى من صلة الرحم؟ يبدو كذلك. لماذا تغيرت علاقاتنا بأقاربنا وأهالينا؟ هل أصبحنا نعيش في عصر يفلح فيه المادييون وحسب، أما من يريدون أن تعم الرحمة والمودة دارهم فهم السذج الآن؟ 

ما رأيكم؟ هل ترون المحافظة على صلة الرحم ضرورة أم عادة من عادات أجدادنا التي لم تعد مهمة في عصرنا الحالي؟