مسلسل مدرسة الروابي للبنات يعيد التعليقات المشابهة لمسلسل جن الاردني للشارع .. فبعد عامين من انطلاق مسلسل جن و تزاحم الانتقادات عليه يُطرح مسلسل مدرسة الروابي لتتكاتف عليه نفس التعليقات السابقة و أبرز التعليقات التي لفتت نظري

*لا يمثل المجتمع الاردني *لا يمثل العادات و التقاليد الخاصة بالبلد *مشاهده غائبة عن الرقابة إضافة الى ألفاظه المسيئة للدولة و شعبها

و يبقى السؤال الواحد الثابت اغلاقنا لأعيننا عن المظاهر المجتمعية هل يعني عدم وجودها

إغلاقنا لآذاننا عن اساليب التنمر المختلفة و عن الشتائم التي نسمعها باليوم آلاف المرات هل ينفي وجودهم ؟؟

ما نفعله حقاً تجاه تلك الحقائق أننا نغمض عين ونفتح الأخرى داخلياً نعترف وندرك بأنها حقائق واضحة أمامنا و في مجتمعاتنا إلّا أننا ننكر وجودها بالعين الاخرى بحجة أنها تصرفات دخيلة على مجتمعاتنا و بالتالي فإنها مشاهد تفتح عقول وعيون الأجيال الحالية و القادمة للفساد و التأثر و التقليد الأعمى و هنا وصلت لسؤال آخر لماذا دائماً نفترض من تلك المشاهد أو الأحداث أنها تفتح عقول المشاهد للأسوء و ليس للأفضل للفساد وليس للإصلاح ألسنا نحن متحكمين بعقولنا ؟

فمثلاً لماذا لا نفترض أن المشاهد المسيئة تفتح عقل المشاهد مهما كان عمره بأن نهاية الشر شر و نهاية السوء سوء مهما بدا عكس ذلك لماذا لا نفترض أنه من الواجب مشاهد مثل هذه المشاهد أن تفتح عقول الاباء و الامهات لتغيير أساليب التربية المتبع مع ابنائهم و معرفة خفايا الجيل التي لا يفقهون منها شيئ سوى كلمة جيل فاسد ؟؟

و هل فتح بصيرة وإدراك المُشاهد محصورة فقط بالانفتاح الفاسد !!

فأما عن مدرسة الروابي ناقش الطبقة الاخرى من المجتمع طبقة فتيات المدارس الخاصة و تشتت العائلة وقسوتها واجه التنمر و عدم تقبل اختلاف الاخر واجه انكسار النفس نتيجة ظلم وتعدي الاهل العنيف باللفظ قبل الفعل ( وهو الأذى الأشد بالفعل ) كما شاهدنا بشخصية رقية الفتاة التي لم تحظى يوماً بكلمة رقيقة من والدتها لتكون بمقام أخواتها فبحثت عن أي كلمة تشفي قلبها و تحسسها بأنها تستحق الحب

و كشفت مريم مظاهر الاذى النفسي الذي يمكن أن يتمكن من الشخص و ينسيه أي مظاهر للإحسان و العطف قد يتعرض لها فيبقى التركيز الاول و الاخير كيف انتقم

و لا ننسى ليان الشخصية المتنمرة التي تصل حد الوقاحة كيف أن لبذرتها الانسانية و الخيّرة أن تظهر عنوة عن صاحبها فنعلم جيداً أننا لسنا شراً بنسبة المئة و لا خيراً بنفس النسبة

***

و إذا أردنا العودة لمسلسل جن فسيكون خلاصة حديثي تجاهه بأننا ما زلنا نفتح عين و نغلق الأخرى نريد ولا نريد فما ظهر به من مشاهد موجوده و لكننا ننكره حتى وصل إنكارنا له بأن نتهم مشاهده بأنها دخيله لمجتمعنا

و تبقى اسئلة المناقشة المطروحة

*متى يمكننا اللجوء الى المسلسلات و المشاهد التمثيلية حتى تكون طارحة للمشكلة وحلها و ليس فقط نقلاً للواقع*

*متى سندرك أننا أصحاب عقل و نستطيع الإستفادة من المشاهد مهما كانت نسبة السوء فيها لندرك المغزى منها*

*كمشاهد هل تنتقد قبل رؤية المسلسل أو الفيلم بناء على أحاديث من حولك أم تفضل ان تكون لك زاوية خاصة بك تعبر عما تشاهده*

و الأهم *هل الإنتقام و لذته يهديك الإنتصار الذي ترجوه أم هو طاقات شيطانية تنسيك فطرتك الرحيمة*