كيف نستطيع موزونة العبادة مع أعمالنا وإنشغالنا؟
موازنة العبادة مع الحياة
الرسول الكريم نفسه يا صديقي تحدث في الأمر قائلًا "ساعة لك وساعة لدينك" لكن إن كنت تتحدث عن عباداتا أكثر من الأركان الخمسة، فالتعود هو الحل الوحيد.
يتعامل الكثيرون في عصرنا الحالي مع نصائح التنمية البشرية على أنها تخص المجال العملي فقط، غير أني أرى أنه يمكنك أن تستعمل النصائح وتطبقها في عبادتك.
فإذا بحثت في تنظيم الوقت، وفي بناء العادات، ستجد أن العبادات تملأ حياتك دون أن تشعر حتى .
عبر التفكّر فعلاً بما المطلوب عليّ، لا ما يقوم بوضعه الكثير من الناس على بعضهم البعض دون أي دلائل أو أمور، الحل يبدأ برأيي بالتبيّن والتحرّي من صدق كل ما نقوم به، كل شيء مُسلّم به يجب أن نعيد التبيّن منه مهما بدا كذلك، انطلاقاً من أن الله لن يرهق أي عبد ويحرمه من التكسّب أو التركيز في تحصيل قوت يومه، كل شيء يشقّ عليك راجع أصله من الكتاب وتفكّر بالأمر وإن وجدت أن الأمر سليم وزّع الأمور ضمن يومك دون مشقّة، حين نعرف جداً المطلوب منّا يسهل علينا تقسيم هذه المهمات وإدخالها ضمن روتين يومنا، بالعموم: أسوء ما قد تقوم به برأيي في هذه المسألة العادات، لا تحوّل العبادة إلى عادة فتفقد لذّة أي خطوة، يجب أن تتعامل مع الأمر بتجديد مستمر للروح والأفكار والمشاعر، لإن الثبات سيجعلها مهمة روتينية مثلها مثل غيرها، وهذا الروتين لا يقدّم ولا يؤخّر شيء في الغاية الأسمى التي تلاحقها.
أنصح كثيراً للموازنة باستخدام ال calender الموجود في هواتفنا ووضع كل مهمة في وقتها ضمن اليوم، لتعرف ما عندك منذ الصباح.
لا أعتقد أنه ينبغي أن نقسم الحياة عن الدين، أو نفصلهما عن بعضهما البعض، فالدين أسلوب حياة، وينبغي أن نعيش حياة ملؤها الإيمان، والعديد من دعاة العلمانية وفصل الدين عن الحياة العامة وتركها في المدارس القرآنية والمساجد، هذا أمر لا أشجعه، على الدين والصلاة والأخلاق أن تتجلى في حياتنا ومشاغلنا وليس أن تكون منفصلة عنها.
من المفترض أن تكون أعمالنا عبادة وكل ما نفعله عبادة، فقد حثَت الشريعة الإسلامية في نصوصها المختلفة على ضرورة العمل ووجوب السعي في الأرض لإعمارها، وهو أمرٌ ضروري لا بد منه لاستمرار الحياة وتيسيرها على المسلمين، وقد ورد عن رسولنا الكريم (إن قامتِ الساعة و في يد أحدكم فسيلةً، فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليغرسها) لكننا للأسف وأبدأ بنفسي مقصرون في عبادتنا وفي أعمالنا؟
التعليقات