عندما تكون العبادة تأدية طقوس وفرائض ولا ترتقي بالأنسان إلى كشف الجوانب الانسانية في نفسه فهي عبادة قاصرة ولن تكون وسيلة إصلاح للفرد والمجتمع
ومن هنا يجب أن نفهم غايات الله من الفرائض العبادية فهم اوسع مما هو محصور في تأديتها فقط ، فلا يمكن أن يكون هذا هو هدف الله و مراده .
وعليه لا يمكن أن تكون غاية الله من عبادتنا له هي لتقديسه وتعظيمه حين كان تكليفه لنا بأداء الفروض .
لأن الله أعظم من أن يزيده ركوعنا وسجودنا عظمة، الله اسمى من ان يزيده جوعنا وعطشنا سمواً، الله الرحمن الرحيم ارحم من ان يزيده سعينا بين يديه رحمةً.
إذا غايته هي من أجل تحريرنا من انانيتنا ومن غرورنا، من اجل اخضاعنا و قتل الأنا المتعالية فينا ،
من اجل تعريفنا بقوتنا في لجم شهوة غرائزنا ، من اجل ان نكتشف فينا الإنسان الذي يريدنا أن نكون عليه.
ومن هنا المفهوم العام للعبادة هو العبادة بمعناها الواسع الذي يتجاوز الفروض ليلامس مفهوم التأثير في حياة الناس من خلال كلمة صادقة ربما تكون سببا في وأد فتنة او تمد يد العون لينهض احدهم لتكون سببا في صلاح عائلة و مجتمع.
عبادة الله تتجسد في كل عمل انساني .
و تتمثل في صوت العقل والضمير الذي يهديك الى كل عملٍ خيّْر وسجيته التي ترفض كل عملٍ شرير وغير صالح..