في اليوم الواحد نمر بمجموعة مختلفة من المواقف، منها ما هو جديد نفكر فيه ونتخذ قرارات بشأنه، ومنها ما قد يتعلق بمواقف مشابهة سابقة وهذا يأخذنا في دوامة من المشاعر والأفكار، مع العلم أن العقل الواعي يٌمثل 5% فقط من نشاط العقل، والمتبقي هو نشاط لاواعي مبني على أنماط محفوظة.

لو نظرنا إلى مهام كلَّ منهما، سنجد أن العقل الواعي دوره هو: التخطيط، التفكير النقدي، التعامل مع كل ما يحدث ضمن نطاق الذاكرة قصيرة المدى، الحكم واتخاذ القرارات، الإرادة. في حين أن العقل اللاواعي دوره يتضمن: الشخصية، الأنماط المتكررة، حفظ العادات (احتراف مهارة يتحول لعادة تلقائية)، الإبداع، التحيّزات المعرفية، المعتقدات الشخصية، الذاكرة طويلة المدى، الدوافع والأفعال التلقائية (دون الاهتمام بالأخلاقيات أو المبادئ).

إذًا؛ عندما تواجهنا أفكار انتقادية كالتالية: "أنت غير كفء لهذه المهمة"، "فشلت كالمعتاد"، ومعها سيل من المشاعر السلبية، هنا نحن في موقف يحفز العقل اللاواعي على السيطرة من خلال كل ما يملكه من أنماط، معتقدات سابقة (جزء منها بسبب تعليقات الآخرين وتأثير التربية)، أحكام، بينما يحاول العقل الواعي مواجهة ذلك من خلال الصوت الداخلي الذي يخبرنا بعكس ذلك، الحل يكمن في قرار تحويل القيادة للعقل الواعي عن طريق "الإرادة". لذا؛ السؤال هنا كيف يمكننا استخدام الإرادة والوعي للتغلب على الأنماط السلبية التي يفرضها العقل اللاواعي؟"