يعرف عجز التعبير بأنه بناء شخصي يتسم بقدرة دون الطبيعية على التعرف على المشاعر الذاتية ووصفها. تتميز الخصائص الأساسية لهذا البناء بخلل وظيفي في وعي المشاعر والارتباط الاجتماعي والعلاقات التبادلية. فضلا عن ذلك، فإن من يعانون من عجز التعبير لديهم صعوبة في تمييز مشاعر الآخرين وتقديرها، ما يؤدي بهم إلى أن يكونوا غير متعاطفين مع الآخرين وتكون استجاباتهم لهم غير مؤثرة.

ينقسم عجز التعبير إلى نوعين:

 حالة وسمة: الحالة لها أسباب محددة وعادة ما تكون مؤقتة أحد أسبابها التعرض لاضطراب ما بعد الصدمة، والذي يحدث نتيجة للتعرض لحدث مخيف.

 أما السمة، فيعتقد أنها ناجمة عن صفات ثابتة لدى الشخص عادة ما تحدث هذه السمة نتيجة للتعرض للإهمال أو الإساءة من مقدم الرعاية خلال مرحلة الطفولة.

-أعراض عجز التعبير:

عجز التعبير هو مصطلح نفسي يدل على عدم القدرة على فهم تعقيدات المشاعر. تشير بعض الدراسات إلى أن هذا الاضطراب يعد ظاهرا لدى الرجال أكثر مما هو لدى النساء. وينقسم هذا الاضطراب إلى عنصرين: أحدهما معرفي، والذي يجد المصاب خلاله صعوبة في التفكير بالمشاعر عند محاولة الحديث عنها؛ والآخر عاطفي، والذي يعاني الشخص خلاله من صعوبة في مشاركة المشاعر والتجاوب معها وتجربتها. وتتضمن أعراض عجز التعبير الآتي:

– عدم السيطرة على الانفعالات.

– انفجارات من العنف أو التدمير.

– عدم المبالاة بالآخرين.

– صعوبة التعبير عن المشاعر ووصفها.

– صعوبة تسمية الأنواع المختلفة من المشاعر.

– إيجاد صعوبة بالتعرف على المشاعر التي يعبر عنها الآخرون.

– الحساسية العالية للأضواء والأصوات والملامسة الجسدية.

– ضعف القدرة على فهم الأسباب الكامنة وراء بعض المشاعر.

عجز التعبير كمرض نفسي

في العديد من الحالات، يكون عجز التعبير عرضا لمرض نفسي آخر. فقد شوهد هذا العجز في مجموعة من الأمراض النفسية التي نذكر منها الآتي:

الاكتئاب، اضطرابات الطعام، الإدمان، إصابات دماغية معينة، اضطراب ما بعد الصدمة.

  • كيفية التعبير عما بداخلي:

 أن أساليب التربية الخاطئة في مجتمعاتنا العربية هي من أهم الأسباب التي تجعل الكثير من الأطفال، يتربون على الانطوائية أو كتم ما في داخلهم، فقد تعتبر بعض العائلات أن التعبير عما بداخل الشخص يُعتبر عيباً أو انتقاصاً للكرامة، أو قد يكون للمشاكل الأُسرية دور في عدم القدرة على التعبير عما بداخل الشخص وكبت مشاعره أو حتى انفعالاته، والنصائح التالية ربما تُساعد من يعانون من هذه المُشكلة على تخطيها:

تقرّب من الله عز وجل، وذلك من خلال الصلاة والدعاء ومناجاة الله، فهذه إحدى أفضل الطُرق للتعبير عن النفس.

حاول الحديث مع شخص مُقرب من العائلة أو من خارجها، والبوح بما ينتابك من مشاعر أو من أمور تُخبئها في نفسك، ولتبدأ بالأمور البسيطة فإن وجدت تجاوباً من الشخص المقابل لك، سيُصبح أمر التعبير عما بداخلك أسهل من السابق.

 إن لم تستطع التعبير عما بداخلك للأشخاص فيُمكنك الاستعانة بالكتابة والتعبير عما بداخلك من خلالها، ثُم اقرأ ما كتبته بصوت مسموع وسوف تبدأ بالتدرّب على التعبير عما بداخلك.

تكلًم مع نفسك أو أمام المرآة فإن كان ما يمنعك عن التعبير عن نفسك هو الخجل، فإنك ستتخلص من هذه المُشكلة تدريجياً.

 لا تجعل هذه المُشكلة هي شغلك الشاغل، فتهويل الأمور لن يزيدها إلا تعقيداً، اترك الأمور تسير كما هي ولا تتخلَ عن محاولاتك للوصول إلى مبتغاك. حاول الحديث لمن يُقابلك عما تشعر به أو ما تُريد إيصاله له بلغة بسيطة وغير معقدة حتى يفهمك، ولا تسترسل كثيراً في الحديث حتى لا يملّ من يستمع إليك.

اختر الشخص المُناسب فلا يُمكنك أن تتحدّث مع من هو أصغر منك سناً في مُشكلة يصعب عليه فهمها، أو لا تتناسب مع سنه مثلاً.

كلما كنت فاهماً لنفسك كلما استطعت أن تجعل الآخرين يفهمونك، وهذا سيظهر من خلال تعبيرك عن نفسك. في النهاية فلتضع بالحسبان أن التعبير عما بالداخل لا يقتصر على التعبير عن المشاعر فقط، وألا أن يكون جُل اهتمامك منصبّاً على إرضاء غيرك فهذا أمرٌ من الصعب تحقيقه، فالعديد يسعى لاتخاذ جميع الوسائل المُمكنة لإرضاء من حوله والتعبير لهم عن حبه ولكن هذا الأمر سيُرهق صاحبه لأنه صعب المنال

حكايتناA_Bekhet