من وجهة نظري الشخصية والمحدودة، الناس تجاه مشاهدة أفلام الرعب فئتين، فئة لا تُحب هذا النوع لأنّها سريعة الخوف، وقد تبيت الليل بكامله في توجس وذعر من تلك الكائنات التي رأتها في الشاشة، ونوع آخر يجد أنّ هذا النوع من الأفلام هو الذي يُحفزه على ارتياد صالات السينما، وفي الساعات المتأخرة من الليل لأنّها تمده بنوع من إحساس الإثارة والمغامرة والتي لا تُكلفه الكثير من المجهود البدني أو المادي!، وفي الفترات الماضية، رجحت الكفة لصالح الفريق الأول، الذي يُنفّر الآخرين من مشاهدة هذا النوع من الأفلام وكان السبب حينها أنّ هذا النوع من الأفلام، تبث الهلع في نفس الفرد، ونجحت حيلتهم على نطاق عريض، إلا أنّ الدراسات الحديثة في السنوات الأخيرة، خلصت نتائجها لصالح الطرف الثاني، حيث أظهرت أنّ لهذا النوع من الأفلام فوائد كثيرة، منها أنّها تُساعد على حرق السعرات الحرارية بفعل الخوف، حيث يبدأ الجسم بحرق الدهون بهدف الحصول على الطاقة، فيما يتمّ إطلاق السكر في الدم، ما يؤدي إلى زيادة عملية الأيض، أي تحويل الغذاء إلى طاقة، من دون الحاجة إلى تدخل الأوكسجين في هذه العملية، وعلى النقيض مما هو متداول من أنّ هذا النوع من الأفلام تقود إلى العنف، ذكر بعض الباحثون في جامعة نوتنغهام ترينت البريطانية، أنّ هذه الأفلام تُشكل متنفساً عن العواطف المكبوتة كالإحباط والتوتر والقلق، ما يُساعد على تحسين المزاج وتهدئة النفس، وبرأيي، أنّ إطلاق العديد من التصنيفات والمسميات على أفلام الرعب، احد الأسباب التي جذبت الكثيرين لمشاهدتها، مثل أفلام الرعب النفسي، أفلام الرعب المستندة على قصص حقيقية، و أفلام الرعب التي يتم تصويرها في الغابات أو البحار أي الرعب في البيئة، وأفلام الرعب الدموي وغيرها، ما حفّز الكثيرين للقيام بهذه التجربة، منهم أنّا شخصياً، حيث استجمعت قواي للقيام بهذه المغامرة، بقليل من شجاعة القلب والقليل من الفضول والكثير من الإلحاح الداخلي، فكانت نتائج تجربتي كالتالي:
-على عكس ما توقعت بأنّني سأُصاب بنوبة هلع في صالة السينما والقاعة ظلماء صمّاء، وأنّني سأطلق الصرخات المدوية التي قد تُزعج الآخرين وتتسبب في جلب حُرّاس الأمن وطردي خارج القاعة رغماً عني، إلا أنّ الواقع كان معاكساً، انتابني الضحك!، نعم الضحك، بل والقهقهة في بعض المشاهد من فيلم " Annabelle comes home"، حينها تمتمت لصديقتي بفكاهة، قائلة:"لو يُدرك "غاري دوبيرمان" أنّ إحدى أكثر ممن يتسمون بالخوف والجُبن، باتت تضحك بشكل انفجاري ومتواصل، لأقلع عن كتابة سيناريوهات أفلام الرعب وإخراجها!
-في المرة الثانية، ارتدت صالة السينما مع أخي، لمشاهدة فيلم "IT" الجزء الثاني، لا أخفيكم أنّ بعض المشاهد قادتني إلى تغطية عينيّ بأطراف ملابسي!، إلا أنّه لم يكن مُريعاً إلى الحد الذي يُفزعني ويُبقيني مستيقظة آخر الليل، بل وفي بعض المشاهد كان التشويق مسيطراً على الأجواء، إضافةً إلى الحزن الذي قد يُصيبك في مشاهد أخرى، كمشهد الفتاة الصغيرة في الملعب.. "لا أستطيع الحرق"!
-في التجربة الثالثة لي، بمشاهدة فيلم "47 Meters down: uncaged"، أصبحت معتادة على مشاهدة هذا النوع من الأفلام، وبالرغم من أنّ الفيلم يُصنف كرعب نفسي، ويحكي قصة صديقات يرغبن في خوض تجربة فريدة تتمثل في الغوص مع أسماك القرش، إلا أنّ الفيلم بأكمله دفعني للقراءة أكثر عن عالم ما تحت البحار، ونكز الرغبة الكامنة بداخلي في مشاهدة وثائقيات العالم الأزرق!
لذا، إنّ كنتم ممّن يهابون مشاهدة هذه الأفلام، يُقال بأنّ أفضل طريقة للتخلص من خوف شئ ما، هو الوقوع فيه، لذا اكسروا ذلك الحاجز، وشاركوني تجاربكم؟
التعليقات