لأنّني من عُشاق الفن السابع وكل ما يمت له بصلة من وثائقيات وأفلام قصيرة، فإنّني اتجه إلى مشاهدة كل ما يروي فضول نهمي وتعطشي الدائم للمعرفة، وذات يوم وقعت عيني في شبكة "نتفلكس"،على وثائقي يعود نشره إلى عام 2016م، حمل اسم "Minimalism"، فشاهدته وبعد أنّ انتهيت منه، بتُ أبحث عن كل ما يمت لهذا المبدأ بصلة من مقاطع فيديو عبر شبكة "اليوتيوب"، وأقرأ الآراء المختلفة والتعليقات المتنوعة التي نُثرت بين صفحات شبكات التواصل الاجتماعية، عن هذا المفهوم الحديث، وآخر ما توصلت إليه هو أنّ هذا المفهوم أصبح لزاماً علينا تطبيقه، كونه أمر ذو جذور متأصلة في حضارتنا العربية والإسلامية، فهو يعني بكل بساطة "الزهد" أو "التخفف"، ولكن بدون أنّ يضر بذاتك البشرية أو يؤدي بك إلى الحرمان من المتع الأساسية، التي نحب نحنٌ كبشر أنّ نستمتع ونبتهج بها.

Minimalism، مفهوم لا يرتبط بالتجرد من وجهة نظري الخاصة، ولكن يرتبط بالتخلص من كل الأمور التي لا تؤدي مهمة أساسية مادية أو نفسية للشخص، فالتخلي عن تلك الأمور الفائضة، تخلع عن الروح رداءً ثقيلاً، وتخلق مساحة فارغة وحيز يُساهم على دفع الفرد تجاه التحرر النفسي، بعيداً عن التوتر والأذى، فينأى الشخص بذاته عن الاستهلاك المبالغ به وعادات التكديس، التي أصبحت سمة رئيسية لهذا العصر، وربما ورمٌ لابد من استئصاله!، الشخص الذي يتبع هذا النهج، يُصبح منطلقاً سعيداً راضياً، عقله غير مكتظ بكثيرة الاختيارات، واضح الهدف، بسيط ويملك أدوات ذات نفع مستدام.

ولكي يُطبق الفرد مبدأ التخفف أو "Minimalism"، عليه أنّ يتبع من وجهة نظري الخطوات التالية:

  • أولاً أنّ لا تكون لدى الشخص علاقات كثيرة قد تُربكه، علاقاته محدودة ومعدودة، وذات أثر ايجابي على روحه وعقله وقلبه.
  • أنّ يقف الشخص أمام خزانة ملابس ويقوم بجردها بشكل خاص، وأنّ يُعيد النظر في ملابسه، اكسسواراته، أحذيته وكل ما يُرتدى، هل هو فعلاً بحاجة إليها كلها؟!
  • ألاّ يشتري سوى ما يحتاج إليه فعلاً سواءً من أدوات منزلية أو أجهزة إلكترونية أو طعام أو ملابس أو حتى كتب!
  • هذه الخطوة من الخطوات الضرورية التي أقوم بها بشكل دوري، وهو حذف الملفات والتطبيقات والبرامج التي لا أقوم باستخدامها ولست بحاجة إليها، في الهاتف المحمول أو الحاسوب.
  • تبسيط ديكور المنزل والأثاث قدر المستطاع.

أخيراً، شاركوني آرائكم، ما رأيكم بهذا المفهوم، وهل لديكم طرق أخرى لتطبيقه على أرض الواقع بشكل أوسع؟