الطاعة العمياء: لماذا قد نوافق على الانصياع دون تفكير إلى توجيهات الآخرين؟ (من فيلم: The Menu)

تثقيف النفس وتطوير الوعي الذاتي لفهم حقوقك وحدودك

ذلك أنّ ثقة هؤلاء الأشخاص في نفسهم تكون عالية إلى أبعد الحدود، ولا سبيل لنا في محاربتها إلا بتنمية الوعي لدينا حتى لا نقع في فخاخهم، ولندرك هذه الثقة التي تخلق الرغبة في السيطرة وجعل الناس تابعين.

وهذا الوعي يتضمن القدرة على أخذ مهلة للتفكير والتحليل والنقد لتصرفات الآخرين ومطالبهم قبل تنفيذها، فمتى تعارضت مع مصالحنا الشخصية فسيكون من الافضل عدم الانصياع لهم وأخذ دور التابع.

فلنطرق الحديد وهو ساخن، وأنا سعيد أنكِ قد تطرقتي لمجال العمل فهو أحد أخطر المجالات وأشدها تعقيدًا في مجال العلاقات...

لأن المدير الذي يتبع هذا الأسلوب، غالبًا لن يرى أي رأي صالح غير رأيه هو، وقد يرى أراء الغير المخالفة لرأيه تمردًا وبالتالي يبدأ في الضغط والتأثير عليهم بشكل سلبي، لعلمه أنهم مضطرون أن يتحملوه.

من وجهة نظري، في هذه الحالة يمكنني الانصياع لرأيه وأوامره طالما أن المسئولية النهائية ستعود عليه وبشرط ألا يقلل ذلك من قيمتي أمام أي شخص. أما في حال كان قراره سيؤثر سلبًا على العمل أو أن المسئولية سترجع علي أنا، فأعتقد أنه لابد من التصدي لرأيه أيًا كانت النتائج.

أعتقد أن فرض أي شيء دون موافقة الطرف الآخر لا يمكن اعتباره شيئًا جيدًا حتى لو بموافقتهم...

فهو يناهض مفهوم الحرية المطلقة، حتى وإن رغب البعض -كما ذكرت- في الخنوع لهذه الفكرة فهذا لا يجعلها صفة جيدة على الإطلاق.