فيلم أمريكي رعب يتحدث عن قصة تطبيق غريب يتنبأ بموعد موت عشوائي لمستخدميه المخيف أن تلك النبؤات العشوائية بدأت تتحقق داخل أحداث الفيلم، الفيلم نفسه مشتق من أنتشار فكرة تطبيق حقيقي غريب يقوم بالتنبأ بموعد الموت ولقد أنتشر هذا التطبيق على مواقع التواصل الاجتماعي في بعض الفترات لكنه يعتمد على صيغة تنبأ عشوائية والموضوع كله على سبيل أفكار التطبيقات الغريبة والمضحكة لكن ماذا إن قلت لك أن هذا بدأ بالتحقق على أرض الواقع؟! بدايتاً لا يعلم الغيب إلا الله وهذه هي القاعدة التي (أؤمن بها إيمان راسخ لا يتزحزح) ومع ذلك أجد طفرات علمية تستحق إلقاء الضوء ومناقشتها بموضوعية لفهمها وفهم الحكمة من ورائها وحتى من باب تجنب الفتن وتلك الطفرة تتلخص في ظهور (تطبيق ذكاء اصطناعي لديه القدرة على التنبأ بالموت) يدعى (ساعة الموت) مستخدماً بيانات ضخمة من دراسات العمر تعتمد على على تحليل بيانات 53 مليون مشارك يقوم بتحليل نمط حياة المستخدمين بالإضافة لقاعدة بيانات عملاقة من الأبحاث والأوراق العلمية التي تحلل أسباب الوفاة المختلفة ، التطبيق الحقيقي حقق حتى الآن أكثر من 125 ألف تحميل فور أطلاقه يقول مطور التطبيق (براند فرينسون) أن هذا التطبيق يتفوق في الدقة على أي تطبيقات سابقة أعتمجت على نفس الفكرة بدقة هائلة لا تعتمد على الغيبيات بل دراسة العادات الثابتة (الضارة والنافعة) و (نمط الحياة) لأي شخص بل حتى التجاعيد على أي بشرة لتكوين فهم لمدى تقدم الشخص نحو الشيخوخة والموت (عاجلاًَ أم أجلاً) يثتثنى التطبيق حوادث الموت أوالحروب أو الكوراث الطبيعية هو فقط يكون نتائجة بناءاً على دراسة نمط حياتك والظروف المحيطة بها وهو يشير إلى أن الذكاء الاصطناعي قادر على التنبأ بدقة بموعد موتك بنسبة تتجاوز 93% بحسب قول البعض .. والسؤال هنا هل سترغب في تحميل التطبيق ومعرفة موعد موتك المتوقع (بدقة كبيرة جداً) لمحاولة تغيير نمط حياتك .. أم أن هذا قد يزيد من سوأ حالتك النفسية أو يسبب لك أكتئاب بعد أن أصبحت تعرف إلى حداً ما موعد موتك فتفقد بموجب ذلك لذة الاستمتاع بالحياة؟
تطبيقات التنبؤ بالموت من فيلم Countdown
لكن إذا نظرنا إلى الموضوع من زاوية أخرى، فإن هذه التطبيقات لا تتنبأ بالموت بالمعنى الديني، بل تقدم "توقعات إحصائية" بناءً على تحليل البيانات الضخمة، مثل نمط الحياة، الحالة الصحية، وحتى التجاعيد كما ذكرت. هذه التوقعات ليست يقينية، لكنها قد تساهم في تعزيز الوعي الصحي. على سبيل المثال، إذا أشار التطبيق إلى أن نمط حياتك غير صحي وأنك قد تواجه خطرًا صحيًا في المستقبل، فقد يحفزك ذلك لتغيير عاداتك، مثل تحسين نظامك الغذائي، تقليل التوتر، أو ممارسة الرياضة بانتظام.
كما أن المشكلة الحقيقية ليست في التنبؤ ذاته، بل في التأثير النفسي على المستخدم. معرفة "تاريخ متوقع" للموت قد تترك أثرًا سلبيًا عميقًا في النفس، وتؤدي إلى القلق، الاكتئاب، وربما فقدان الرغبة في الاستمتاع بالحياة. هناك أمثلة واقعية على هذا، مثل تجربة "تأثير نبوءة المصير"، حيث يبدأ الشخص في التصرف بناءً على توقعات سلبية، فيعيش حياة مليئة بالخوف والقلق. هذا المفهوم مشابه لفكرة "النبوءة المحققة ذاتيًا" (Self-fulfilling prophecy) في علم النفس، حيث يمكن لتوقع سلبي أن يؤثر على سلوك الفرد حتى يتحقق بالفعل.
هذه التوقعات ليست يقينية.
الفكرة في أساسها غير واقعية، إذا نظرنا من حولنا سنجد أشخاص كثيرون عاشوا بنمط حياة غير صحي على الإطلاق وماتوا في أعمار متقدمة، وأشخاص عاشوا في بيئة صحية أكثر وماتوا بشكل طبيعي في عمر الشباب، أنا في رأيي أن توقيت الموت نفسه يحدث لحكمة ربانية في الأساس بعيدا عن الأسباب البيولوجية أو البيئة التي نضعها نحن البشر لتفسير سبب الوفاة، ومن ثم فإن هذه التحليلات والتوقعات التي سيبنيها الذكاء الاصطناعي بناء على هذه الأسباب لن تكون أبدا دقيقة أو قريبة من وقت الوفاة الفعلي، فضلا عن أن تقنيات الذكاء الاصطناعي نفسها في استخدامات كثيرة مازالت غير دقيقة بنسبة ١٠٠% ولا تستطيع إخراج عمل متكامل يعتمد عليه، فكيف يمكن الاعتماد عليها في موضوع هام ومؤثر كهذا!
يا أستاذة (رنا) لا توجد توقعات يقينية ولكنها مبنية على أسس علمية وأحصائية صحيحة ، هذا أشبه بخورزميات اليوتيوب حين تعرض عليك فيديوهات مرشحة للمشاهدة والتي تتوافق تماماً مع زوقك بناءاً على (دراسة الخورزمية لاختيارتك السابقة) وغالباً ما تكون تلك التوقعات قريبة جداً من زوقك وتجذب فضولك للمشاهدة ، لذا يعد ذلك التطبيق يفعل الأمر نفسه وإن كان فاشلاً لتلك الدرجة ما كان ليحدث هذا الزخم العالمي والأهتمام الإعلامي حتى أن بعض شركات التأمين تلجأ لنتائج التطبيق لتكوين مفهوم أكثر شمولاً عن عملائها ، وحتى أن بعض بورصات وشركات التداول أبدت أهتماماً واسعاً للتطبيق ، وبالتأكيد ، كان ليكون الأمر مضحكاً إن كان هناك أكثر من 200 ألف شخص قاموا بتحميل التطبيق ولم يجدوا النتائج دقيقة (نعم هي ليست يقينية ) وليس الغرض منها أن تكون كذلك بدرجة 100% وإلا أصبح التطبيق كابوس حقيقي ولكن هو أقرب لعكس الصورة التي ذكرتها أستاذة عفيفة في فقرتها التالية:
هذه التطبيقات لا تتنبأ بالموت بالمعنى الديني، بل تقدم "توقعات إحصائية" بناءً على تحليل البيانات الضخمة، مثل نمط الحياة، الحالة الصحية، وحتى التجاعيد كما ذكرت. هذه التوقعات ليست يقينية، لكنها قد تساهم في تعزيز الوعي الصحي. على سبيل المثال، إذا أشار التطبيق إلى أن نمط حياتك غير صحي وأنك قد تواجه خطرًا صحيًا في المستقبل، فقد يحفزك ذلك لتغيير عاداتك، مثل تحسين نظامك الغذائي، تقليل التوتر، أو ممارسة الرياضة بانتظام.
هذا واحد من أهداف التطبيق أليس كذلك؟
ولكنها مبنية على أسس علمية وأحصائية صحيحة.
وهو ما اعترض عليه كذلك! الأمر أشبه لمن يقول لك ستموت عند عمر الخمسين لأنك تدخن و٤٠% من المدخنين يموتون عند سن الخمسين مثلا! وماذا عن ٦٠% الأخرى؟ هل ال ٤٠% ممن ماتوا ماتوا بسبب التدخين بشكل بحت أم أثرت عوامل أخرى على ذلك، ما معدل استهلاك كل فرد من ال ٤٠% من السجائر يوميا؟
ما أقصده أن الاحصائيات والبيانات التي سيبني عليها مختلفة جدا ولا تشمل بشكل دقيق أو أكيد كامل الخلفية الصحية أو نمط الحياة التي تعيشه الحالة وبالتالي حتى نتيجة الاحصائيات غير أكيدة بنسبة ١٠٠%، ومشكلة الدراسة الواحدة قد تكون لديها عشرات الاحصائيات المتعارضة في نتيجتها النهائية مع بعضها البعض، فكيف سيعطي لنا الذكاء الاصطناعي معاد موتنا استنادا على إحصائيات منها المتعارض والمتابين فيما بينهم؟
بالطبع لك نظرياً حق الاعتراض على الأمر فلا أنا ولا أنت ولا أحد ممن قام بالرد على الموضوع لديه القدرة على قياس مدى قدرات هذا التطبيق من عدمه (لأننا ببساطة لم نجربه) لذا ستكون إجابتك كما هو واضح مبنية على الافتراض مثل قولك :
الأمر أشبه لمن يقول لك ستموت عند عمر الخمسين لأنك تدخن و٤٠% من المدخنين يموتون عند سن الخمسين مثلا! وماذا عن ٦٠% الأخرى؟ هل ال ٤٠% ممن ماتوا ماتوا بسبب التدخين بشكل بحت أم أثرت عوامل أخرى على ذلك، ما معدل استهلاك كل فرد من ال ٤٠% من السجائر يوميا؟
ولكن أظن أن التطبيق يقيس أيضاً حالة المستخدم الصحية وأسلوب حياته اليومي عن طريق ساعة يد ذكية بحسب ما قيل في هذا الفيديو :
https://youtu.be/mKNtg2catRw?si=GjtYaJGY0yIgn_bm&t=567
وبالتالي لا يمكن القول بحسب صناع التطبيق أنه لا يبني الاحصائيات على مجرد تنبأ نظري ولأكون أكثر منطقية سأوجه لك نفس التحدي الذي قدمته بالسابق لأستاذة عفيفة وأستاذة بسمة وهو (تحميل التطبيق وتجربته) وحكي التجربة المرتبطة به هنا للقياس للفكرة بشكل عملي ومعرفة ما إذا كان ما ذكر عنه علمياً هو أمر صحيح أم لا ..
ملحوظة هناك 100 جنيه هدية لأول شخص يقوم بعمل تلك التجربة لأني صدقاً خائف من تنفيذها بنفسي بسبب رد الفعل العكسي الذي ستعكسه فكرة توقع علمي دقيق بنسبة تزيد عن 90% عن موعد موتي المحتمل (هذا قد يفسد حياتي) ولكن تعاطي البشر مختلف مع الموضوع فما رأيك؟ 😊😊😊
بالضبط أستاذة عفيفة أتفق تماماً مع ما ذكرتيه من أثار إيجابية وسلبية للتطبيق ، ولكن بالنظر لتلك التفاصيل إن كان التطبيق أمامك الآن هل تقومي بتحميله وتكوني من الفئة التي تهتم بالأثار الإيجابية من التطبيق أم ترفضي تحميله حتى لا يؤثر عليك بشكل سلبي تحقيقاُ لفكرة "النبوءة المحققة ذاتيًا" (Self-fulfilling prophecy) في علم النفس؟
شخصيًا، جربت هذا المفهوم مع تطبيق LinkedIn. في البداية، كنت أراه مجرد منصة للتباهي بالوظائف والشهادات، مما سبب لي شعورًا بالضغط. لكن عندما قررت استخدامه بشكل مختلف، مثل متابعة المقالات التعليمية والانضمام إلى المجموعات المهنية، لاحظت كيف تحسّن تصوري له.
برأي القرار بتحميل التطبيق لا يجب أن يعتمد فقط على مخاوف التأثير السلبي، بل يجب أن يكون مستندًا إلى تقييم المنافع مقابل الأضرار مثلا تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي مثل Instagram وTikTok معروفة بتأثيراتها السلبية المحتملة على الصحة النفسية، كزيادة الشعور بالمقارنة الاجتماعية. ومع ذلك، هناك من يستخدمها لتحقيق أهداف إيجابية، مثل الترويج للأعمال التجارية أو التعلم من المحتوى التعليمي، لكن يمكن تحميل التطبيق مع وضع ضوابط، مثل تحديد وقت الاستخدام اليومي أو تخصيصه لغرض معين (كالمتابعة المهنية أو التعلم).
أرى أن كلماتك مقنعة إلى حداً كبير ولكن ما رأيك أن نطور الأمر لشكل أكثر عملية لقد كان هناك تحداً صغير طرحته على صديقتنا بسمة تتعلق بأن هناك مكافأة لأول شخص يقوم بتحميل التطبيق وتجربته وحكي كل ما حدث في تقرير تفصيلي لنحلل معاً تلك التجربة ما رأيك أن تخوضي هذا التحدي (ههههههههههههه) ضحكة شريرة ؟
لكي أكون صادقة معك، لن أشارك في هذا التحدي، ببساطة لأنني لن أعتمد على التطبيق. ليس خوفًا، بل لأن الفكرة ببساطة لم تستقر في ذهني، فمَن يعلم موعد وفاتنا هو الله تعالى وحده.
الفكرة ليست في التنبأ الدقيق بموعد الموت فكما ذكرت أنت وذكرت أنا ببداية المساهمة أن الغيب لا يعلمه إلا الله وحده ولا يوجد شخص أو أي أبتكار يستطيع التنبأ بنسبة 100% بموعد الموت ، ولكن صدقاً لأنني أنا نفسي لدي بعض الخوف من تجربة التطبيق وأرغب في الوقت نفسه بدافع الفضول العلمي تحليل الأمر بشكل دقيق وعن قرب ولما وجدت في تعليقك عدم الخوف من التجربة فوجدت أن علي تشجيعك أو تشجيع أي شخص لا يمتلك تلك المخاوف من الأثر النفسي أن يقوم بتحميل التطبيق وتجربته بشكل عملي فربما يساعد التطبيق بالفعل على التنبأ الدقيق ببعض أضرار العادات اليومية التي نمارسها في حياتنا .
أعطانا الله سبحانه وتعالى نعمة عدم معرفة موعد موتنا حتى لا نعيش في قلق دائم أو نخاف من كل لحظة تمر بنا، فالحياة هي رحلة من التجارب التي يجب أن نعيشها بتركيز على الحاضر والاستمتاع بكل لحظة فيها، دون التفكير المستمر في النهاية، وهذه النعمة تجعلنا نقدر الوقت الذي نملكه ونستغله لتحقيق أهدافنا والعيش بسلام داخلي، أما هذا التطبيق فيريد بكل سهولة أن يأخذ هذه النعمة ويزرع فينا شعورًا باليأس أو القلق المفرط حول المستقبل، مما قد يؤثر على صحتنا النفسية ويمنعنا من التمتع بالحياة، لذلك بدلاً من أن نعيش في خوف دائم من المستقبل يجب أن نركز على تحسين حياتنا اليوم والتفاعل مع محيطنا بشكل إيجابي، لأن ما يهم هو كيف نعيش الآن وليس متى نرحل.
أتفهم أستاذة (بسمة) جداً لمخاوفك تلك في الحقيقة أنا فكرت كثير في أن أقوم بتحميل التطبيق وتجربته بهدف النظر للجانب الإيجابي التي ذكرته أستاذة (عفيفة) في تعليقها :
هذه التطبيقات لا تتنبأ بالموت بالمعنى الديني، بل تقدم "توقعات إحصائية" بناءً على تحليل البيانات الضخمة، مثل نمط الحياة، الحالة الصحية، وحتى التجاعيد كما ذكرت. هذه التوقعات ليست يقينية، لكنها قد تساهم في تعزيز الوعي الصحي. على سبيل المثال، إذا أشار التطبيق إلى أن نمط حياتك غير صحي وأنك قد تواجه خطرًا صحيًا في المستقبل، فقد يحفزك ذلك لتغيير عاداتك، مثل تحسين نظامك الغذائي، تقليل التوتر، أو ممارسة الرياضة بانتظام.
ولكن توقفت لشعوري بأني سأزرع فكرة في رأسي (تتعلق بمعرفة موعد محدد لموتي مبني على نتائح إحصائية دقيقة وليست دعابة) لتظل تلك الفكرة مرتبطة طوال الوقت عالقة برأسي تسبب لي اكتئاب من وقت لآخر حتى أن هذا الموعد سيشكل كابوس نفسي حقيقي ، ومع ذلك أظن أن من الشجاعة تجربة التطبيق من باب معرفة كيف يؤثر أسلوب ونمط حياتي بشكل خاطئ علي .. لذا هل تحميلن التطبيق يمكنني أن أمنحك مكافأة بقيمة 100 جنيه إن فعلت وحكيت لنا تجربتك معه (ههههههههههه).
الأمر ذكرني بمسلسل كوري يحمل مفهوم مختلف قليلُا ولكن في نفس المنطقة، في مسلسل hellbound يزور ملائكة الموت الأشخاص ويعلمونهم بموعد موتهم، قد يكون ذلك بعد دقيقة أو عشرين سنة، بشكل عشوائي للغاية، والمثير هو التفاعل الاجتماعي مع تلك الأحداث مثل الأشخاص الذي قرروا الالتزام بعدما عرفوا أن موعد موتهم قريب، أو الذعر الجمعي من فكرة الموت نفسها، لذا أعتقد أن حتى من اهتم كفاية لتحميل التطبيق وهو يقول أنه لا يكترث قد يدفعه الأمر للتفكر قليلًا في الرقم الذي سوف يعطيه له التطبيق.
التعليقات