في عالم المال والأعمال، تواجه العلامات التجارية الكبرى تحديات ضخمة، من أبرزها أزمة المنتجات المقلدة والمزيفة. هذه الأزمة لم تسلم منها حتى الأسماء اللامعة مثل عائلة جوتشي، وهو ما سلط عليه الضوء فيلم House of Gucci المأخوذ عن قصة حقيقية. حين لاحظت الشركة الإقبال الكبير على المنتجات المقلدة لعلامتها، اتخذت قرارًا جريئًا: "أن تأكل نفسك قبل أن يأكلك الآخرون".

أطلقت خط إنتاج جديد بجودة أقل وسعر أقل، ليستقطب شرائح أوسع من المستهلكين. المناورة نجحت تجاريًا، إذ ارتفعت الأرباح وازدادت القاعدة الجماهيرية، وصار للبراند عملاء من مختلف الطبقات.

لكن في المقابل، دفعت الشركة ثمنًا باهظًا: فقدت جزءًا من صورتها كعلامة فاخرة حصرية. لم يعد امتلاك قطعة من جوتشي يعني التفرّد والندرة، وهو ما أزعج شريحة العملاء الأوفياء الذين اعتادوا على اقتناء منتجات يصعب تكرارها.

هذا النموذج يصلح للشركات العملاقة التي تمتلك مرونة للتوسع وخلق خطوط إنتاج مختلفة. أما المشروعات الصغيرة، خاصة تلك التي تقوم على الحِرف اليدوية الحصرية، فليس لديها نفس الرفاهية.

فمجرد ظهور بدائل مقلدة وأرخص قد يسحب البساط من تحتها، رغم القيمة العالية والتعب المبذول في منتجاتها.

لنجدنا أمام تساؤل يطرح نفسه هل ما قامت به جوتشي خطوة ذكاء استراتيجي لإنقاذ الأرباح وتوسيع قاعدة العملاء؟ أم مخاطرة كلفتها أهم ما تملكه: صورتها كبراند فاخر لا يشبهه أحد؟