فيلم bad moms: عندما لا تسير الأمور على ما يرام، إلى أين يمكننا الهروب ؟

في المسلسل التركي المدينة البعيد، تجد أن البطل"جيهان" لديه غرفة منعزلة في أسفل منزله، يذهب إليها عندما يمر بضغوطات مختلفة، الغرفة لا يدخلها أحد ما.

بالنسبة لي إلى ألجا إلى غرفتي، حسنًا هي ليست منفصلة كالبطل "جيهان" ولكن تبقى غرفة. حيث أفكر فيما حدث معي، أبكي، أفضفض من خلال ممارسة الكتابة على الورق وهلم جرا.

هذا بالفعل كان ما أقوم به كلما شعرت بالضغط التوجه إلى الحمام لأقضي بضع دقائق أفكر في اللاشيء أو حتى البكاء بمفردي خاصة في السنة الأولى لميلاد طفلي، حيث كنت محرومة من أغلب الأشياء التي أحبها حتى الاستحمام لم يعد يحدث بسهولة.

السنة الأولى خاصةً أول ستة أشهر من حياة الطفل تكون صعبة للغاية على الأم، فهناك هذا الكائن الذي يعتمد عليها في كل شيء حرفيًا من طعام وملابس وقضاء حاجة ونظافة و....، وهناك الزوج بطلبات واهتمام، وهناك بيت يحتاج للترتيب والنظافة والطبخ في ظل طفل يصرخ ويبكي ولا يريد تركك طوال الوقت، وكل هذا بجانب الآلام النفسية والجسدية والإرهاق والحرمان من النوم الذي قد يصاحبهم اكتئاب ما بعد الولادة أيضًا.

وللأسف نعيش في مجتمع غالبيته لا يفهم أو يقدر صعوبة تلك المرحلة حتى الزوج، وأحيانًا أم الزوجة نفسها قد تسارع باتهامها بالدلع والدلال!

فالهرب المؤقت من الضغوط قد يكون مفيد إذا تم بوعي، فهو يفيد في منع الانهيار الذهني والبدني الذي قد يصيب المرأة التي لديها أطفال صغار يعتمدون عليها في تلبية أغلب احتياجاتهم، يساعد أيضا الهرب المؤقت في دعم صحة العلاقات

دعم الزوج والعائلة والأصدقاء قد يمثل فرقًا كبيرًا، فيمكن للزوج المساعدة بتغيير الحفاض، أو يمكن لأم الزوجة أو الزوج إعداد طعام وإرساله، ويمكن للأخت الاهتمام بالطفل حالما تقوم الأم بالاستحمام أو الخروج للمشي قليلًا.

تحتاج الأمهات لشبكة دعم حتى لا ينهرن، فهناك مثل إنجليزي يقول :

" it takes a village to raise a kid"

لذا أخبروني إلى أين تهربون عندما لا تسير الأمور على ما يرام معكم؟

أعتقد أن عدد كبير منا يتجهن الآن للهواتف كمهرب، خاصةً في حالة صعوبة ترك الأطفال بمفردهم.

النوم هو أكثر الأشياء التي أهرب إليها، ثم يتبعه الكتابة.. فحينما أنهمك في الكتابة والغرق في عوالم القصص و الشخصيات التي أكنبها

أري أن الهروب من الضغط مهم للحفاظ على التوازن، ولكن الهروب لا يعني الهروب تمامًا من المسؤوليات، بل أخذ قسط من الراحة لإعادة شحن طاقتنا. شخصياً، ألجأ إلى أماكن مختلفة حسب حالتي المزاجيه. إذا كنت أرغب في التواجد مع الآخرين، أحب أن أتجمع مع عائلتي وأصدقائي في أماكن هادئة مليئة بالراحة والمرح. أما إذا كنت بحاجة إلى العزلة، أفضل أن أذهب في نزهة طويلة بمفردي في مكان بعيد عن الضوضاء، حيث أتمكن من التركيز والتفكير بعيداً عن ضغوط الحياة.