مؤخرًا شاهدت فيلم يتكلم عن حدث قديم ولكن معظمنا ارتبط به عاطفيًا عند القراءة عنه، وهو فيلم Battle of Algries عن الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي، وبالتحديد معركة الجزائر، تعرض الفيلم أيضًا لجانب طبيعي في كل حرب ولكن تميل القصص البطولية لمثل تلك الثورات للتكتم عنه، وهم الخونة المعاونون لسلطات القمع والاحتلال من أهل البلد، أو كما يطلق عليهم "المواطنون الشرفاء" وهو مصطلح حمال أوجه، لأن سياق استخدامه بدأ كسخرية من استخدام الإعلام العربي لتلك الجملة، للإشارة لأكثر المواطنين التزامًا بالقوانين ومحاباة للسلطات، ومن ثم تم اطلاقه على الفئة الداعمة للاحتلال من الواشين والمتعاونين، سواء كان ذلك بدافع الخوف والنجاة أو بدافع اقتناع أيدولوجي.

وفي الحياة اليومية نجد أمثلة كثيرة للمواطنين الشرفاء بيننا، مثل شخص يبلغ عن منشورات نقد للسلطة على وسائل التواصل، أو حتى في العمل كالشخص الذي يتخذ دومًا صف الإدارة وليس الموظفين حتى في القرارات التعسفية، أو في المدرسة وتلك بالأخص حالة تعرضنا لها جميعًا، ذلك التلميذ الذي قد يساعد الأستاذ في فرض أشد أنواع الشغل والعقاب بنا ظنًا منه أن ذلك يجعله التلميذ الأفضل.

فأينما كانت الأماكن التي تحتوي على نظام سلطوي نرى المواطنين الشرفاء كجزء من هيمنة النظام الداخلية على حالة التغيير، ومع معرفتنا لاختلاف الدوافع ما بين النجاة والخوف أو الولاء الأعمى:

هل ينبغي عقاب المواطنون الشرفاء بغض النظر عن دوافعهم أم أنه يمكننا التعامل معهم بطريقة أخرى؟