كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن ينهي على شركات الإنتاج السينمائي بشكلها الحالي في المستقبل القريب؟
افلام ومسلسلات
يمكنني أن أشرح خطورة هذا الموضوع ببساطة في أنّ الذكاء الاصطناعي لا يشغر بعض من العملية الانتاجية فقط، بل يمكنه أن يشغر العملية كلّها من الألف إلى الباء ولهذا الكل متخوّف من هذه الأداة التي يمكنها فعل كل شيء حرفياً، كيف يكون ذلك؟ في أنّ الذكاء الاصطناعي يمكنه أن يشغل مرحلة ما قبل الإنتاج، يستطيع الذكاء الاصطناعي تحليل النصوص وإنشاء القصص وحتى اقتراح اختيارات الممثلين بناءً على التعرف على الوجه وتفضيلات الجمهور بسرعة ودقة لا يمكن تخيّهلا ومن ثمّ بعد ذلك يمكن أن يُنتج بالروبوتات ويشغّل كاميرا ويصمم ديكور ومؤثرات صوتية بطريقة أقل بكثير من حيث الطاقم والتفكير وهذا جذاب كفكرة كثيراً بالنسبة للمنتجين، ولذلك حالياً العاملين بالدراما في الولايات المتحدة الأمريكية يشاركون في إضرابات لتحييد هذه الأداة عن أعمالهم.
مرحلة ما بعد الإنتاج يمكنه السيطرة عليها من مهام تصحيح ألوان وأعمال إبداعية نهائية لتصدير العمل للجمهور، في كل هذه العملية أين يكمن الإنسان؟ في الممثل أحياناً وفقط، وأحياناً حتى الممثل يستعاض عنه بالغرافيكس!
سأبدأ من أمريكا والإضراب الذي حدث من أشهر قليلة في نقابة الممثلين ونقابة الكتاب بسبب استخدام الذكاء الاصطناعي لضمان حقوق الممثلين في المستقبل، فحاليا الذكاء الإصطناعي استبدل الممثلين الذي يكونوا في خلفية المشهد، والذين يقال عليهم (المجاميع في مصر) او يعرفوا ايضاً بالكومبارس.
والذكاء الإصطناعي حاليا يستطيع كتابة السيناريو (بجودة جيدة نوعا ما)، ويستطيع عمل فيديو لمدة 3 دقائق من سيناريو قمت انت بإعطائه له، فما بالك بالوضع بعد عشر سنين؛ خلال سنوات في رأيي سيستطيع اي طفل عمل فيلم مثل zootopia من منزله الصغير بالذكاء الإصطناعي في دقائق معدودة
ولكن المشكلة التي حدثت في أمريكا كانت بسبب استخدامهم لوجوه أناس بالفعل وتم تركيبها، لأنه في أغلب الأفلام يتم الاستعانة بالبرامج لزيادة عدد المجاميع في العادي ولكن ما حدث هو استخدام للوجوه الحقيقية، وهذا تحايل واضح، أما فيما يخص قدرة الذكاء الاصطناعي على الكتابة الابداعية فحتى وقتنا هذا كان هنالك تجربة وكانت غير مبشرة بالمرة ونعود ثانية لفكرة الابداع نفسه فالذكاء الاصطناعي ليس لديه القدرة على صناعة مادة جديدة كليا وأصلية وهذه هي المشكلة التي يحاولون حلها ولكني أراها صعبة التنفيذ.
أصبح الكل متخوف من سطوة الذكاء الاصطناعي في كل المجالات، ولن يسلم مجال السينما والتمثيل من هذا، فلبد وأن يقلص مجموعة من الأدوار والمهمات التي كان يشغلها الانسان حصرا، كقتراح الأفكار وكتابة سيناريو أولي، وترتيب مسار الحبكة الدرامية، لكن لبد من استكمال المراحل بابداع بشري محض.
وكذلك في مجال الجرافيكس والتصميم، فقد قلص أدوار الكمبارس وعدد الممثلين، لكنه لن يرقى للتواجد البشري الحقيقي، شهدت ذلك في عمل درامي رمضاني أنتج في السنة الماضية، يصور الشخصية في الوقت الحالي ويستخدم الذكاء الاصطناعي في تصوير الشخصية في الماضي عبر تصغير عمر ملامح الممثلة باستخدام الذكاء الاصطناعي وأظنه عمل مكشوف ولا يرقي للابداعية والفنية.
التعليقات