شاهدت فيلم july 22 والاسم كما نرى يدلّ على تاريخ، تاريخ لا يُنسى للنرويج، حيث أقدَم مسلّح على قتل أكثر من 70 شاب صغير بعملية واحدة احتجاجاً على سياسة استقطاب المهاجرين في البلد.

ليكون سؤالهم مباشرةً: مع تعرّضنا كبلاد لهكذا جريمة كُبرى، مواجهتنا لسفّاح بهذه الصورة، ما الذي علينا كمحكمة وجماهير وأقرباء ضحايا أن نفعل ونطالب؟ هل نجرّده من كل حقوقه مباشرةً بمحاكمة عادلة ومعاملة إنسانية؟ أو نعاملة وفق البروتوكول المُتّبع عادةً؟

وهنا أريد تحويل السؤال إلينا أيضاً، أن نتخيّل الأمر فعلاً، عافانا الله طبعاً من مُصاب كهذا، ولكن أعتقد أنّ السؤال يشكّل معضلة أخلاقية أو سؤال أخلاقي على الأقل يتطلّب أجوبة صادقة منّا، أنا مثلاً عن نفسي لا ولن أستطيع أن أراه يُكرم في أي شيء نهائياً! بل سأمعن في إذلاله أيضاً!

لن يحصل على الطعام اللائق ولا حتى الكافي ولا حتى سيكون ضمن شروط احتجاز صحية بالمرة أو حماية من التطاول عليه ضمن السجن، لن يُعامل معاملة السجناء الطبيعيين وبالتأكيد لن يخضع لمحاكمة عادلة بين الجميع، أي أنّهُ لن يتحصّل لا على فرصة الكلام بين الناس ولا على فرصة تعيين محامي ولا على فرصة عدم كشف هوية، بل باقتراحي أيضاً أنّهُ يجب أن يكون عبر عبر إذلاله المُباشَر أمام المجتمع كلّه مُجرّداً من كل حقوقه المدنية والإنسانية.

بعضهم يعترض عليّ ويسمّي هذه المعاملة قسوة، بدعوى أنّ معاقبة السفّاحين لا تكون بتمثّل سلوكهم بل بقدرة القانون على ضبط الأعصاب والحكم بما نتوفّر عليه من قانون بما يخص المسألة، وأنت؟ ما الذي يمكن أن تختاره في موقف كهذا لو كنت واحد من القضاة؟ هل ستميل إلى إكرامه كسجين ومجرم وتعامله وفق بروتوكول بلادك أم ستتخذ قرارات شخصية قاسية بحقه، قرارات انتقامية؟ ولماذا؟