حصد توم هانكس أوسكار للمرة الثانية عن فيلمه فورست غامب في عام 1994 بعد حصوله على نفس الجائزة في العام السابق عن فيلمه فيلادلفيا.

كنت أنظر لجوائز الأوسكار على أنها جائزة لا تستحق كل تلك الضجة، ولكن بعد مشاهدة القصة وأداء الممثلين في كل فيلم حاز على الجائزة اقتنعت أن الأمر يستحق المتابعة، وفيلم فورست غامب لم يستحق الأوسكار بسبب قصة البطل فحسب بل بسبب أعمق من هذا، وهو وقوف صاحب السلطة ليوقف غامب من سرد قصته في حرب فيتنام، تلك الحرب التي كانت ولا تزال أكثر الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة غموضًا -بكل أسبابها ونتائجها- لكل الشعب الأمريكي وأكبر ندبة في قلب الجيش الأمريكي حتى وقتنا هذا.

المجتمع لا يرحم الضعفاء، ومحدودي الذكاء... هل تلك العبارة صحيحة؟

الفيلم استطاع ببراعة كسر تلك القاعدة البالية، وأكد للجميع أن الطفل الذي عاش طفولته بدعامات معدنية في رجليه استطاع الانضمام لفريق كرة القدم في مدرسته الثانوية، وانضم أيضًا للجيش الأمريكي وذهب للحرب في فيتنام، وأنقذ الضابط دان من الموت، وبسبب شجاعته حصل على وسام الشرف نظير جهوده لإنقاذ زملائه.

ولكن دعوني أنظر لزاوية أخرى من الفيلم، وهى الافتتاحية؛ فالبداية كانت مع ريشة كانت تطير في عنان السماء ثم سقطت بين قدمي غامب، وهنا بدأ غامب يسرد حكايته لكل الجالسين بجواره في المحطة، ومشهد الريشة ما هو إلا انعكاس لقصة حياته.

دعونا ننظر لسؤال اليوم بالعكس؛ فأنا لن أسألكم عن نظرة المجتمع لمحدودي الذكاء والضعفاء، ولكن سأسألكم كيف غيّر هؤلاء مصائرهم ومصير الشعوب بإرادتهم، وكيف حققوا المستحيل رغمًا عن ظروفهم الصعبة سواء المادية أو الصحية عقليًا كانت أو جسدية؟