ليس دائماً ما تكون برأيي الإجابة سهلة وصحيحة على هذا السؤال، أمثال النماذج التالية:

أكتب عن حادثة مررت بها

أكتب عن حياتك وتجربتك الشخصية

حين قرأت أكثر عن السيناريو وكيفية كتابته وسمعت أكثر عن علاقة كُتّاب السيناريو مع قصصهم وكيفية تشكّلها الأوّلي، عن كيف يلتقطون قصصهم وماذا ينصحون لكي نحن بدورنا نجد موضوعنا الأوّل، وجدت بأنّ هُناك اشتراك في المُحددات التالية في ما بينهم، في النصائح التالية:

- ليس مُهمّاً ما نعيشه مرّة، المُهم ما نعيشه مرّات، أي أنّ عيشنا لظرف استثنائي والكتابة عن هذا الظرف قد لا يصنع قصة جميلة قويّة، بينما حين نكتب عن معايشتنا لأمر ما الأمر مختلف، فالعيش تركيزه الهدف والحدث والأن، أما المعايشة فموضوعها الأفكار والأوضاع والثقافة التي نعرفها وعايشناها، ما نُخزّن مما قد تشرّبنا مُسبقاً لمدة طويلة.

أي حين صنع المخرج ستيفن سبيلبرغ فيلمه Schindler's list عن قصّة مُحددة عن اليهود في معاناتهم مع النازية، لم يكن من المُمكن أن يصنع ذلك بقصة وظرف وحدث استثنائي، إنّ نجاح سبيلبرغ كان سببه وبحسب ما قال في عدّة مقابلات أنه كان ابن هذه المرحلة بسبب يهوديّته والناجين من تلك المذابح الذين سمع شهاداتهم عن تلك المرحلة، لقد عايش جزء من الكارثة، إنما لم يعيشها.

- نكتب دائماً عن شيء نُحبّه: الكتابة عن الأمور الذي نُحبّها أسهل في الصياغة وغالباً ما نكون مُحيطين معرفياً بما نحب، أي نعرف تماماً الشيء الذي نُحبّه، نستطيع وصفه وأن يكون أداة طيّعة وسهلة في السيناريو الذي تُشكّله.

مثلاً حين نُحب السيارة وقيادة السيارات إلى درجة مُبالغ بها، يجب أن تكون السيارة عُنصراً من عناصر قصّتك والسيناريو الذي تكتبه، لإنّنا حين نكتب عمّا نعرفه و نُحبه سنخرج للجميع بأمور حلوة وحكايا تستحق أن تُروى. 

- عند إيجاد أي فكرة قد نظنّها صالحة في أن تكون قصّة السيناريو الخاص بك نسأل أنفسنا هذه الأسئلة: لماذا قد أختار هذه الفكرة؟ وما الذي سأصل إليه عن طريقها؟

هذا النوع من الأسئلة على بساطته، سيُخفف علينا عناء مشقّة الالتفاف في منتصف الكتابة والعودة إلى نقطة البداية، الكثير من الكُتّاب يعودون، هذه الأسئلة سوف تُنير الطريق الذي اخترناه قبل أن نقطعه 

وأنت ما الذي قد تجده مُهمّاً أيضاً في البداية، كيف تبدأ؟ كيف تلتقط فكرة موضوعك الأوّل؟