شاهدت قريبًا فيلم the imitation game أو لعبة التقليد الذي يحكي قصة صناعة النسخ الأولية للكمبيوتر في الحرب العالمية الثانية. 

القصة تتحدث عن تشفير ألماني ومحاولات بريطانية لحله. ولكن بما أن الشيفرة تتغير كل يوم كانت العملية شديدة الصعوبة وما إن يقضي الفريق اليوم بالكامل لحلها يكون الأوان قد فات وتم تغييرها بالكامل. 

إلى أن جاء العالم آلان تورنج وحاول صناعة آلة يمكنها حل أي شيفرة كل يوم. كانت عملية صعبة ومعقدة لكنها كانت النواة لما نسميه اليوم بالحاسوب. 

 ولكن أكثر ما لفت انتباهي أن وجود العديد من التقنيات الأخرى التي تم تطويرها كانت بفضل الحروب وربما كانت لتأخذ وقتًا أكبر بدونها. منها العديد من المركبات الكيميائية والحيوية والأسلحة الذرية والحواسيب بالطبع.

كما أن الأجهزة المستخدمة للملاحة، والاتصالات، وأجهزة الاستشعار عن بعد، والتجسس كلها نتائج حربية أيضًا.

كما أن أغلب التقنيات الالكترونية الحديثة كانت مخصصة للجيوش في البداية ثم بدأ استخدامها للعامة. لا يخفى علينا أيضًا أن الفترات المسالمة كانت أقل سرعة في التطور التكنولوجي وأن العالم قد تعطل لقرون بسبب عدم وجود حاجة كبيرة للنجاة. 

الرغبة في النجاة والسيطرة هي أكثر ما يحرك البشر. وحتى الآن أغلب الدول القوية تعمل على البحث العلمي والبحث عن أي فرصة لتقوية جيوشها. ومن يعلم ماهي التقنيات التي تم اكتشافها ولكن ما تزال حكرًا على الجيوش الآن لتكون ورقة رابحة في أي حرب قادمة.

في أحد برامج اليوتيوب المعاصرة شاهدت أيضًا فيديو عن توقع لحال العالم لو لم يكن به حروب عالمية. الكثير من الأشياء ستتغير بالتأكيد لكن فكرة أن التطور التكنولوجي كان سيتأخر مئات السنوات هي المسيطرة. وأن كثيرًا من المؤسسات كانت ستأخذ وقتًا أطول لتسقط مثل الامبراطوريات والاتحاد السوفيتي والدولة العثمانية. 

وإذن فبعد كل ذلك هل تعتقدون أن الحروب رغم مأساويتها قد جعلت العالم أفضل أكثر من أي شيء أخر فعلًا؟ وإن خيرتم بين عالم متطور بسبب الحروب وعالم متأخر لكن ينعم بالسلام فماذا ستختارون؟