جميعنا سمعنا عن الفيلم المشهور Wall E وهو أحد أفلام الرسوم المتحركة الموجهة للأطفال التي انتشرت في بداية الألفية الحالية. 

الفيلم يخبرنا قصة عالم أصبح الكوكب فيه غير صالح للحياة بسبب النفايات وعدم وجود أي نبات يساعد في تنقية غلافه. 

 جميع البشر يعيشون في سفينة فضائية كبيرة ويتم إرسال روبوت متطور للبحث عن أي علامة حياة تمكنت من الظهور على الكوكب ولو حتى نبتة صغيرة. وتبدأ الرحلة من هنا في فيلم ممتاز وعائلي صالح للكبار والصغار.

 لكن هناك نقطة طالما حيرتني في هذا الفيلم فالبشر في السفينة محاطون بالتكنولوجيا في كل مكان. تفعل لهم كل شيء ولا يحتاجون لبذل أي مجهود ولا حتى الحركة. بالتالي فقد صاروا جالسين طوال الوقت حتى نسيت عظامهم كيف تعمل. وتحولوا إلى كائنات بليدة لا تستطيع فعل شيء بدون الآلات. 

رأينا الرفاهية في أوجها بعدما تحكمت الآلات في كل شيء فأصبح الإنسان لا يحتاج للتفكير ولا المشي وهذه فكرة مبالغ فيها ولكن ألسنا اليوم نبذل مجهودًا أقل بكثير من أجدادنا؟ أليس العلم يحاول دومًا توفير قدر كبير من الرفاهية؟ 

ولا أنكر هنا فتلك الرفاهية قد ساعدتنا على الحصول على وقت فراغ أكبر وبالتالي مجال أكبر للإبداع والابتكار والتطور ولكن هل سنتوقف؟ وأين يقف الحد هنا؟ 

لو وجدت خاصية بالغد تمكن الإنسان من الوصول للجسم المثالي بدون رياضة وتعلم أي شيء بدون مجهود هل سيكون هناك قيمة لأي شيء أخر على الإطلاق؟

 شخصيًا جعلني الفيلم أفكر في العديد من الأشياء فلا أخاف من تطور الآلات فقط ولكن أحيانًا في حياتنا نميل لأخذ الاختيار المريح على المدى القصير وكثيرًا ما نقع في فخ الراحة بدلًا من دفع أنفسنا للعمل الجاد ولكن الحقيقة أن العقل السليم والجسد السليم كلاهما يحتاجان الشحذ باستمرار ولا يمكن تركهما لفترة طويلة ولا البقاء في منطقة الراحة فترة طويلة كذلك. 

 الفيلم لم يطرح هذه الفكرة بشكل مباشر لكنه تركها لنا في الخلفية كتحذير من المستقبل وهو الأمر الذي جعلني أفكر هل عالمنا في طريقه للتحول لهذه النسخة حقًا؟ ومتى تحولنا الرفاهية إلى هذه الكائنات البليدة؟