هل تمنيت يومًا ما لو بإمكانك محو ذاكرتك هي وكل ما تحمله من آلام؟ هل تمنيت نسيان كل ما يتعلق بأشخاص سلّمت قلبك لهم، ولكن لم يكونوا على قدر المسؤولية وكانوا سببًا في جراح لم ينجح الزمن أبدًا في شفائها، وظلت دماء الذكريات تدفق منها دون أمل في التوقف؟

ربما نجد ما نبحث عنه في هذه التحفة السينمائية...

«الإشراقة الأبدية للعقل الطاهر» هو فيلم خيال علمي ورومانسية صدر في عام 2004 ومن بطولة «جيم كاري» و«كيت وينسلت»، وحاصل على جائزة أوسكار لأفضل نص سينمائي، ويستخدم الفيلم عناصر السرد والإثارة النفسية لكي يستكشف طبيعة العقل البشري في التعامل مع الذكريات.

  • قصة الفيلم:

تدور القصة حول «جول» و«كلمنتين» التي تربطهم قصة حب دامت لعامين، ولكنهم وصلوا لمفترق طرق مع أول خلاف نشأ بينهم، ولهذا لجأت «كليم» لعملية من نوع خاص لمحو كل الذكريات المتعلقة بـ«جول» الذي يقرر اتباع نفس النهج بدافع الانتقام والهروب من بقايا ذكريات سيكون هو الوحيد القادر على تذكرها هي وكل ما تحمله من آلام سببها الفراق.

وهنا تخيل معي، ماذا لو توصل العلماء لاختراع على أرض الواقع يكون قادرًا على تخليصنا من كل ذكريات وآلام الماضي ويحررنا من كل التجارب القاسية التي مررنا بها؟ ماذا لو وُجدت تلك الشفرة البرمجة أو العقار السحري أو العملية التي سيخبرنا الأطباء بعد الانتهاء منها «تهانينا، لقد تم محو ذاكرتك بنجاح.»

فلو كان هذا ممكنًا، هل ستقوم فعلًا بإجراء تلك العملية ومحو ذكريات أو شخص ما من ذاكرتك كليًا؟

وهل تعتقد أن الذكريات من الممكن محوها فعلًا؟ 

قبل أن تجيب دعني أخبرك بما كتب «فرويد» حول هذا الأمر في كتابه «الحداد والميلانكوليا»، فقد قال إن النسيان لا يمكن أن يحدث أبدًا على نحو دائم؛ فالذكريات تتغلغل وتخترق أعمق طبقات العقل البشري، ولهذا مهما تلاشت من سطح الوعي ستظل آثارها متعمقة في عقولنا للأبد في انتظار أي تحفيز ولو بسيط لكي تظهر من جديد وتولد معها إحساس بالفقد والحنين.

والأن، هل مازلت تعتقد أن محو الذكريات ممكن؟ وبعد معرفة هذا، هل مازلت مصرًا على إجراء العملية؟