الثراء للأقوياء والأخلاق للضعفاء .. جملة نجيب محفوظ من روايته الإبداعية " حديث الصباح والمساء " .. انطبقت إلى حد كبير على هذا الفيلم النادر حدوثه إلا كل حين وحين .. 

قصة أحمد مراد صاحب الفيل الأزرق وإخراج مروان حامد الذى أخرج فيلم عمارة يعقوبيان وهو ابن الثمانية وعشرين عاما ..

ليس فرضا أن يظل البسطاء والمسالمين فى الجانب السلمى من الحياة بينما اللصوص والمنتهزين يقطنون الأعالى ..

هذا هو فيلم تراب الماس .. رؤية جديدة وصادمة أباحت الانتقام من وجهة نظر أصحابه ضد فئة يرون أنها لا تستحق العيش وليست جديرة بالحياة السعيدة .. وأن أولئك المنتقمين أزالوا من الدنيا بعض الأشرار بطريقتهم ورغم ذلك يظلون هم الأخيار 

اختلف العامة والجمهور والنقاد .. بين من يرى أن العالم بدون الأشرار أفضل بأى وسيلة كانت ومن يرى بأننا لسنا فى غابة ولسنا حكاما وجلادين فى نفس الوقت على الآخرين .. 

فكرة عميقة وربما خبيثة طرحها الفيلم .. لماذا أظل أنا أتعس وأحيا فى ضيق رغم استقامتى ومسالمتى بينما هناك من لا تفتر سعادته وثرائه ..فهل الانتقام سيمنحنى قدرا من شفاء الغليل وشعورا ضئيلا بالعدالة؟!

فيلم قاس حتى أن موسيقاه التصويرية التي نفذها العبقري هشام نزيه سميت باسم " متون الجحيم " 

هناك حتى على المستوى العالمى أعمالا ناقشت أفكارا مقاربة لفكرة فيلمنا تراب الماس .. أشهرها فيلم " جوكر " الشهير الذى صدر فى ٢٠١٩ لبطله العالمى " خواكين فونيكس " ومعه " روبرت دى نيرو " .. الفيلم الأول من نوعه والأول الذى شاهدته صور ثورة ثارها الفقراء والعمال والعجزة ضد أصحاب الرأس مالية تحت قيادة الجوكر 

.. وفى النهاية عندما أشاهد تراب الماس أتذكر مقولة وليام شكسبير والتى تصدرت أولى حلقات مسلسل DARK  " الجحيم فارغ وكل الشياطين هنا "