من وجهة نظرك البوصلة الأخلاقية امر نسبي؟ فيلم Thunderbolts

البوصلة الأخلاقية ليست نسبية في أصلها، لكنها قد تبدو كذلك لأن الناس يختلفون في فهمهم لها تبعًا لتربيتهم وتجاربهم والبيئة التي نشأوا فيها، فربّ أمر أراه خطأ قد يراه غيري أمرًا عاديًا، لا لأن المبادئ تتغير بل لأن زاوية النظر إليها تختلف، ولهذا لا يكون العالم دائمًا أبيض أو أسود، بل تمتلئ الحياة بالكثير من المناطق الرمادية

كلام مقنع ولكن يا بسمة هناك سؤال مهم يتعلق به .. كيف نخرج من تلك المنطقة الرمادية .. لتبدو البوصلة الأخلاقية واضحة للجميع وثابتة ولا تحتمل التأويل؟

الأدهى أنه يحاول أن يجعل شخصية الشرير قريبة من الشارع مثلما حدث مع مسلسلات محمد رمضان كان مجرم وقاتل والناس تبرر له أنه يحصل على حقه، هنا تكمن المشكلة فتعاطفنا مع الشخصية يجعل البعض يبرر الشر في حين الشر كمفهوم ليس نسبي أبدا ولا يقبل النسبية

ولكن المشكلة أن تلك الثقافة الشريرة أصبحت منتشرة تنتقل لتؤثر في كل شيء .. لا يوجد منزل تقريباً لا يشاهد مسلسلات البلطجة ، أو برامج الكاميرا الخفية لشخصية متنمرة تستمتع وتتلذذ بالسخرية من كل زملائها ، أو من أغاني مهرجانات ركيكة في أفضل أحوالها وتوجه للجريمة والغضب .. ومجرد أن تقوم بالتوعية للناس العادية ستجدهم رافضين لتلك السلوكيات ولكنهم يعجبون بتلك الأغاني ويسمعوها بالأفراح ويشاهدون برامج التنمر وأفلام ومسلسلات البلطجة ... فهل تعتقد أن تلك البوصلة الأخلاقية سليمة ..؟

هنا أقول أن الضمير هو الأكثر حتمية من البوصلة الأخلاقية.

تعريف مثير جداً لإعادة تعريف البوصلة الأخلاقية .. إذا لنقول أن الذي يحدد ما هو أخلاقي وما هو غير أخلاقي .. ليس بالضرورة أن يكون مصدره التربية أو الأسرة أو التعاليم المدرسية أو الدينية أو التربوية .. هي فقط (معرف لماهية الأخلاق) والتي غالباً ما تختلف من مكان لآخر وتحتكم فقط ليست للظروف المكانية والتعليمية ، ولكن تحتكم أيضاً لطبيعة النشأة نفسها .. لكن الذي يحدد بشكل نهائي ما هو جائز وليس جائز هو الضمير .. أرى ذلك بوضوح في ردك وهو جواب ذكي جداً بالمناسبة .. ولكن بديهياً يبعث سؤال .. هل الظروف المحيطة بنا تساعد على إعتماد الأشخاص على ضميرهم لتعريف الأخلاق ؟ أو بمعنى آخر هل ما يحيط بنا من ظروف يجعلنا نتعامل (بضمير) في مواجهة كل ما يحدث؟

نعم بشكل مؤكد يا ياسين أنه بمجرد أن يتم جعل الأخطاء والتجاوزات المحرمة مقبولة في المجتمع ويتم التعاطف معها حتى ينتقل الشخص العادي بشكل تلقائي لممارستها وتقبلها وإيجاد منطق لتحقيقها .. مثل الأفلام العربية القديمة عندما يتعرض لصدمة عاطفية أو أزمة نفسية بدلاً من أن يذهب لطبيب نفسي او يتضرع إلى الله في الصلاة لرفع البلاء يقوم بدلاً. من ذلك بالتوجه للكبار والمخدرات

تحليل ذكي وفي موضعه تماما ولكن بالمقابل يطرح سؤال شديد الأهمية يستحق الرد .. وهو كيف يمكن للشخص مواجهة مجتمع البوصلة الأخلاقية فيه مختلة ؟