إنتاج عام 2011
فيلم فرنسي تم اقتباسه من قصة حقيقية بمعنى المنبوذون
من بطولة الممثل الفرنسي فرانسوا كلوزيه والممثل السينغالي عمر سي
قصة الفيلم:
تدور أحداث الفيلم حول الملياردير فيليب والذي يعاني من شلل رباعي إثر حادثة سقوط أثناء القفز من المظلات، يصاب فيليب بالشلل ويلازم كرسيه المتحرك لتتغير حياته رأساً على عقب، تتقاطع طريقه مع الشاب الفقير الذي لا يحمل شهادات ولكنه يتمكن من الحصول على وظيفة الخادم الشخصي لفيليب بالرغم من كل الكفاءات التي نافست للحصول على هذه الوظيفة، فيليب وإدريس شخصان مختلفان للغاية في الطباع والالتزام والتصرفات وطريقة التعامل وحس الفكاهة ومع الوقت تتطور العلاقة بينهما من خادم إلى صديق مقرب ويزداد إعجاب فيليب بادريس ونمط حياته المختلف اللامبالي والذي يستمتع بكل شيء ويخترق القوانين ويقوم بأفعال جنونية بشكل عفوي ومن دون حسابات.
حياة وعالم واحد لا يكفي!
نلاحظ في الفيلم كيف اقتحم كل من فيليب وإدريس حياة الآخر وبدأ كل منهما يتأثر بالآخر حتى أصبحا صديقين مقربين يتشاركان في كل النشاطات ويعلم كل منهما الآخر في الرياضة واللعب والأدب والفن والموسيقى، هل لكم أن تتخيلوا مدى التناقض والاختلاف بينهما لتشعر بنه بالفعل كل واحد منهما قادم من كوكب مختلف،
هل سبق وأن تخيلت حياتك في ظرف وبيئة مخالفة تماماً لما تعيشه؟
هل تغريك فكرة حدوث أو الخوض في هكذا تجربة؟
الشهادات العلمية لا تعطيك الأهلية بالعلم والفهم!
وكما رأينا في الفيلم عندما كان فيليب يبحث عن شخص يدخل البهجة لحياته ويخفف من حزنه وملله وفي ظل وجود العديد من المتقدمين ذوي الخبرة في الإعاقات والأمراض والأمور الصحية فلم يلفتوا نظره وقرر توظيف إدريس صاحب السوابق الذي لا يملك شهادة تؤهله للعمل، فإذن الشهادات قد تكون كذبة كبيرة وبلا قيمةٍ ولا تؤتي ثمارها عند الحاجة لإحداث تغيير إيجابي ملموس،
تماما مثلما رأينا إدريس الذي يمتلك ذكاء اجتماعي حاد فهو لم يُشعر فيليب أبدا بأنه مختلف عنه ولم يشفق على حالته أبداً ولم يحاول وضع جهاز تحكم على لسانه وتصرفاته حتى لا يزعج فيليب فالعكس تماما كان يطلق النكات بشكل عفوي عن المشلولين و يرقص بمتعة أمام فيليب ويتصرف كما لو أن فيليب مثله تماما، وأعتقد أن هذا شيء يتمناه كل ذوي الاحتياجات الخاصة من المجتمع فالجميع يكره الشعور بالشفقة والتصرف بحساسية زائدة.
جميعنا قابلنا في حياتنا من يملك الشهادات الكثيرة والدرجات العليا الكبرى ولكنه في ذات الوقت يفتقد لأبسط أخلاقيات التعامل مع الآخرين ولا يرتقون للتصنيف البشري، فالشهادة العلمية ليست ورقة إثبات لأخلاقك وإنسانيتك!
هل تتفق معي؟
كليشيهات اعتدنا سماعها ورؤيتها
أعتقد بأن الجميع كان يفكر مثل ادريس ويقول آه أخيراً لقد جاء من يقول الحقيقة!
رأينا مدى اختلاف قيمة الأشياء بالنسبة لإدريس وفيليب عندما يبدأ فيليب في تأمل لوحة فارغة عليها طبعة عشوائية من الدماء ويقرر شراء مثل هذه اللوحات بأسعار خيالية، وفي المقابل يقابل إدريس هذه الأفكار بالضحك والسخرية فماذا يعني شراء هذه اللوحات السخيفة ومن ذا الذي يدفع مئات اليوروهات من أجل مشاهدة حفلة يصرخ فيها أحدهم بكلام غير مفهوم، نرى مدى الصدام الفكري و العمق والسطحية التي تتحلى بها كل الشخصيتين!
هل فعلاً أنت مقتنع بأن هذه الموسيقا وتلك اللوحة فن يستحق أن يدفع الإنسان في سبيله أموال طائلة أم أنها أشياء خلقت للأثرياء كطريقة مقنعة لصرف أموالهم؟
التعليقات