Dangal .. هل من الممكن أن يُصبح ابنك الوسيلة الوحيدة لتحقيق حلمك القديم ؟

من إيمان الأبناء بأحلام أبائهم وسعيهم معًا يد بيد لتحقيقها، وفخر الأب وسعادته الصادقة بكل نجاح تحصده صغيرته،

برأيي هذا لا يكون إيمان من الأبناء بأحلام أبائهم بقدر ما هو تشابه الميول والأحلام بينهم وهذا ما أدى إلى النتيجة الممتازة والتي ظهرت بالفيلم، والتي لم تكن تتحقق إن كان مجرد تحقيق لحلم أباها.

ثانيا مدى دعم الأب لأبنتيه لمجرد تشابه الأحلام، إن حدث الدعم بهذه الصورة من كل الأباء مع أبنائهم حتى لو الحلم مختلف ستأتي بنفس النتيحة، لأن الشخص المؤمن بحلمه ويسعى له مع وجود دعم سيحقق ما حققه البنتين، فنجاحهن ليس لتشابه الأحلام فقط، بل لأنه حلمهن بالأساس مع دعم الأب بالتأكيد.

لو جائتك الفرصة لتجعل إبنك يُحقق حلمك الذي لم تحظى به واقعًا .. هل ستفعل ذلك وهل ستشعر بنفس النجاح وكأنك حققته بنفسك؟!

لا لن أفعل، إلا إذا كان هو حلمه بالاساس وسأدعمه ليحقق ما يتمناه ليس ما أتمناه أنا، فأنا اخذت فرصتي وله هو أيضا فرصته، وله من كل الدعم في كل الأحوال.

لو جائتك الفرصة لتجعل إبنك يُحقق حلمك الذي لم تحظى به واقعًا .. هل ستفعل ذلك وهل ستشعر بنفس النجاح وكأنك حققته بنفسك؟!

هناك من الأباء لم يحصلوا على تعليم ، ولكن كان لديهم حلم بأن يحصلوا أبنائهم على التعليم ، أي تحقيق ماتمنوه الأباء ولكن لأسباب ما لم يتعلموا أو لم يكملوا تعليمهم ، فزرع حب شيء ما في الأبناء كان قد فقده الأباء ، قد يجعل الأبناء متميزون في تحقيق ما أراده وما تمنوه الأباء .

لاحظتً أن هناك الكثير من الأباء كان حلمهم أن يُصبح أبناءهم أطباء أو مهندسون وغيره من التخصصات التي أحبوها ولم يتخصصوا فيها الأبناء أو حتى لم يكمل تعليمهم ، ولكن الأباء حققوا ذلك الحلم .

لِذا أؤمن بأن الأبناء قد يحققوا أحلام أباءهم ، وهذا أقوله من الواقع ، وليس كلامًا فارغًا أو له ليس له صدى على أرض الواقع .

وبالتاكيد عندما الأبناء يحققون أحلام أباءهم سيفرحون وكأنهم هم الذين حققوه .

أنا أفرح عندما يحقق أخي الصغير حلمًا روادني لما أنجزه لسبب ما ، فما بالك عندما يكون إبني !

نحن نتعلم بالتجربة والخطأ، لدي ابني الأكبر ٧ سنوات ونصف، في البداية ولا زال حتي الان مفتونا بي كأب لأنني التجربة الأولي في حياته من يحميه ويؤمن له ما يحتاجه فبالتالي كل أحلامه أن يصبح نسخة مني في كل شيء حتي الحصول علي نفس وظيفتي.

لكن مع الوقت كأب ألاحظ تغير كبير وجذري في شخصية ابني حيث أنه يتعلم ويكتسب الخبرات من مصادر أخري أيضا فبالتالي بدأت تظهر له تجارب وخبرات ربما تكون أكثر جاذبية وأكثر ملائمة لما أفعله انا، مع الوقت يتحول من حمل وديع يقول نعم تقريبا لكل شىئ لإنسان لديه رأي ولا يقبل القيام بشىء دون النقاش والاقتناع بجدواه من عدمه بمنطلقه وقناعاته هو.

قد يبدو هذا لأي أب في الوهلة الأولي شئ محبط ان ابني ينسل من تحت عباءتي ولكن ليست هكذا الحال معي، مع كل عِند وكلمة لا يقولها ابني افرح أكثر لأن هذه خطوة أخري في بناء شخصية قادرة علي التفكير واتخاذ القرارات لنفسها، شخصية قادرة علي تبني أحلامها الخاصة والتي ليست بالضرورة أن تكون ما عجزت انا عن تحقيقه وهذا هو هدفي في الحياة.

اعتقد ان هذا م اكبر الاخطاء التي يقترفها الاباء في حق ابنائهم، ان يطلبوا منهم ان يكونوا النسخة التي رغبوا بها.

اعتقد ان هذا نوع من الانانية اكثر من انه نوع من الدعم لكن بعض الاباء لا يشعرون بهذا الى في وقت متأخر عندما يبدأ الابن في نفض كل هذا الحمل عنه ، ومعادات والديه .

أعتقد أنه سيكون ظلم نوعا ما للإبن، ففشل الأب في تحقيق حلمه وأهدافه لا يعطيه الحق في قول ذلك للإبن فما بالك بالفعل أو اجباره، لكن هذا واقع للأسف.

أسمع الكثير من الأشخاص يقولون "أنا أدرس فقط من أجل والدي أو والدتي" هذا ليس بخاطئ لكن يجب أن يكون الهدف محدد وأكثر فائدة لهم ويرغبون بفعله.

لو جائتك الفرصة لتجعل إبنك يُحقق حلمك الذي لم تحظى به واقعًا .. هل ستفعل ذلك وهل ستشعر بنفس النجاح وكأنك حققته بنفسك؟!

الأهداف متجددة بإستمرار قد نصل لعمر نقول يا ليتني قمت بكذا وليس كذا وهذا طبيعي جدا، لكن بما أنني عشت الفترة سواء كما أردت أو لم أرد وكان لدي القرار حينها، سأجعله / اجعلها يقرر ما يريد، أما بالنسبة للشعور حتى لو اختار هدفه ونجح سيشعر الوالدين بنجاح أكبر من الإبن.

كان من أمتع وأجمل الأفلام التي شاهدتها حقاً، بل وشاهدته وحدي ومن ثم مع أصدقائي وفي النهاية مع العائلة مع أنني لا أتابع الأفلام الهندية بشكل عام لكن أفلام عامر خان أشاهدها جميعاً منذ فيلم "نجوم على الأرض" كذلك فيلم "pk"..و "3idiot".

كلها أفلام رائعة جعلتني أتأثر بشكل كبير وفيلم Dangal يضاف إليهم، ليس فقط على دور عامر خان في الفيلم بل على دور الفتيات الثلاثة في مسايرة الحياة التي فرضها عليها والدهم دون قدرة على التغيير والصبر ومحاولة الانسجام مع الأحلام التي هي ليست أحلامهم.

في الحقيقة حين انتقلت الفتاة الكبيرة إلى المدينة للمشاركة في المسابقة الوطنية بعيداً عن والدها ورقابته الصارمة وجربت الحياة العادية وأعجبت بها، عادت بعد فترة لوحدها نحو الحلم الكبير لها والذي زرعه والدها داخلها في البداية لكن عودتها له نادمة على خياراتها الأخرى كان وسيلة للفت النظر لأننا قد ننسجم مع ما يفرضه الأباء فينا من أحلام صغيرة حتى لو كانت أحلامهم هم، قد نجد لاحقاً أنفسنا بها حقاً!

الأفضلية التي يحظى بها الصبي عن الفتاة وحالة الإستياء التي تصيب البعض حين يعلم أن زوجته لم تلد له الصبي الذي يحلم به

كما أنه أثبت العكس، قد تكون معاملة الوالد لا انسانية بالطبع بفرضه شيء على بناته للعيش كصبيان لكنه أثبت في نفس الوقت لأهل القرية أن الفتيات يستطعن الوصول للمجد حتى في الرياضات التي يعتبرها البعض خاصة بالأولاد فقط، ألا تتفق؟

لو جائتك الفرصة لتجعل إبنك يُحقق حلمك الذي لم تحظى به واقعًا .. هل ستفعل ذلك وهل ستشعر بنفس النجاح وكأنك حققته بنفسك؟!

لا بالطبع سأراعي الاختلاف فيما بيننا وسأحبه وسأدعمه بالطبع ليصل لما هو يريد وليس لفرض رؤية انعكاسي به فقط!

إن الفكرة التي وصلت إلي من هذا الفيلم هي أن الفتاة تستطيع أن تفعل كل شيء مثلها مثل الصبي، وهي الفكرة التي تناقش قضية الخاصة بالأفضلية كما ذكرتها أنتَ .

ولكن محور الفكرة هو الغير مناسب من وجهة نظري، فمسألة التفكير في إنجاب طفل من أجل تحقيق حلم شخصي للأباء هو أمر غير مقبول، ويُعد جريمة أن تأتي بشخص إلى العالم لتقتل شغفه الشخصي وأحلامه الخاصة وترغب في أن يكون النسخة التي كنتَ تُريد أن تُصبح عليها !

بمنتصف الفيلم نرى الوجه الآخر للعملة بداية من إيمان الأبناء بأحلام أبائهم وسعيهم معًا يد بيد لتحقيقها، وفخر الأب وسعادته الصادقة بكل نجاح تحصده صغيرته .

هل هو سعيد بنجاح صغيراته أم هو سعيد بتحقيق غايته ؟!، ودعنا ننتقل إلى الواقع لأسألك .. ماذا لو كان الأبناء غير شغوفين بنفس المجال الذي يُريده والدهم .. كيف يُمكن التعامل مع الأمر في هذه الحالة ؟

لو جائتك الفرصة لتجعل إبنك يُحقق حلمك الذي لم تحظى به واقعًا .. هل ستفعل ذلك وهل ستشعر بنفس النجاح وكأنك حققته بنفسك؟!

لو كان صغيري بنفسه يُحب المجال والحلم الذي كنت أرغب فيه سأتركه يُحقق حلمه، وستكون سعادتي به وليس بنفسي، اما مسألة شعور أنني حققت النجاح، فبالتأكيد سأشعر به سواء كانت مجال مفضل لي أو مجال أخر، ففي النهاية أي نجاح يحققه سعادة بالنسبة لي .

لم أشاهد الفيلم بعد، لكن لفت إنتباهي كون أن الوجه الآخر للعملة الذي من المفترض أن يكون إيجابيا، فُسر أن الأبناء آمنوا بأحلام أبيهم وتعاونوا معه لتحقيقها، لا أعرف هل ذلك ما أشار إليه الفيلم أم أن هذا تفسيرك للأمر.

لكن على كل لا أجد أن إيمان الأبناء بأحلام أبيهم وسعييهم لتحقيقها دون النظر هل هي تتوافق مع أحلامهم أم لا أمر لا يدعو للفخر أو حتى للإشادة به بل العكس! إذا ما توافقت الأحلام جميل، يكون هذا جيد جيدا لجميع الأطراف لكن إذا كان الأمر غير ذلك فلا أجد فى ذلك أي ميزة.

أذكر أن حازم الصديق - صانع محتوى مرئي على اليوتيوب - ذكر فى كثير من المقاطع أن والده طالما ما أراد منه أن يعمل بالهندسة - شهادته الأساسية - وطالما ما كان ذلك يضغط عليه كونه غير فخور به بالقدر الذي يرغب به بسبب رغبته الأولى، لكن ذلك لم يدفعه لأن يفعل ما سيجعل والده مرتاحا - لحظيا - لكنه سيسبب له المتاعب الطويلة، بل ركّز على المجال الذي اختاره ليحقق نجاح يرضاه ويجعل والده فخورا به، وقد حدث بالفعل حتى لو كان ذلك على المدى البعيد مقارنة بالحالة الأولى، لكن الهدف تحقق أيا ما كانت الوسيلة.

اعتقد أن هذا النموذج هو النموذج الأقرب لما نحتاج أن نروج له، وأكرر إن اتفقت الأحلام فلا مشكلة، لكن الفكرة فى أن تفرض أحلام على الأبناء ليست بأحلامهم دون حتى السماح لهم بإكتشاف رغباتهم وأحلامهم المنفصلة عني، هما ليس امتدادا لي فى كل الأحوال.

بالمناسبة من فترة قابلني هذا المنشور على الفيس بوك، كان المنشور عبارة عن هذه الصورة

ومكتوب عليها:

"إبنك هو فرصتك الثانية، حاول أن تعوض به ما فاتك."

لكن الحقيقة أن أبنائنا ليسوا فرصة ثانية، فنحن لنا حياة واحدة، نفعل فيها ما نفعل، بل ليس حقا من حقوقنا أن نقرر عوضا عنهم، بل أن نساعدهم بخبراتنا ونوجههم ليكون لهم حياة يكونوا فيها أفرادا مستقليين، لهم الحرية الكاملة لخوضها وإكتشاف طرقهم بأنفسهم.