فيلم اكس لارج: متى يصبح تغيير من نحب واجباً؟

حقا يا رنا انا لا أعرف حلا، عندما تعرفت على زوجي كان مدخنا شرها، وكنت لا اعترض ولا اضغط عليه ليتوقف عن التدخين، في الحقيقة كنت اسخر من النساء اللاتي يغضبن ويصطنعن مشكلات مع شركائهم من أجل التدخين ، وكنت أحاججهم بأن هذا ليس سوى بعض التسلط الأنثوي، ولكن بعد زواجنا حدثت له مشكلات صحية جسيمة فأصبح التوقف عن التدخين ضرورة بل أهم من العلاج ، هنا طالبت زوجي وقمت بجميع ما سخرت منه سابقا فالأولوية الآن هو صحته ، اعتقد أن موقف دينا في اكس لارج مشابهاً مجدي كان يعاني بالفعل من السمنة وآثارها لكنه لم يحاول تغيير الوضع، لولا ضغط دينا وخاله لما خضع لحمية أبدا، ودينا تعاني بالأساس من صدمة فقدان والدها بسبب السمنة أيضا.

ربما القاعدة هو أن نحب الأشخاص كما هم ونقبلهم بدون شروط ولكن إذا تعارض هذا الحب مع ضروريات مثل صحتهم يجب علينا أن نكون أكثر صرامة وحزم معهم وذلك حبا لهم وحرصاً منا عليهم.

جميل، لكن دعينا نعترف أن فكرة "أنا أريد أن أبقى كما أنا كي أستطيع الاستمرار" تحمل في طياتها نوعًا آخر من الإنذار غير المعلن. وكأن الرسالة المقابلة هي: "اقبلني كما أنا وإلا فنحن لن نستمر"، وهذا أيضًا شرطٌ مقابل شرط، وليس خلوًا من الابتزاز كما يبدو.

ثم إن التغيير بحد ذاته ليس تهمة. نحن جميعًا مطالبون بالتغيير بشكل أو بآخر كي نعيش في مجتمعات وعلاقات. رفض التغيير مطلقًا وكأنه خط أحمر هو في حد ذاته نوع من الجمود، بل أحيانًا نوع من السلطة غير المعلنة: "لن أغير شيئًا، ومن يحبني عليه أن يتأقلم".