بالطبع لا، أنا متشوق لمعرفة مقترحاتكم لنماذج أخرى من التواصل بين أكثر الفنون شعبية في العالم كله، الأدب (فالأدب يصنف كنوع من الفنون لمن لا يعرف بالمناسبة)، والسينما بالإضافة إلى الموسيقى بالطبع.
هل الاقتباس، هو الشكل الوحيد لعلاقة بين الأدب والسينما؟
هل يعتبر الإلهام مثلا نوع من الاقتباس أيضا؟ كأن يستخدم المخرج نفس العالم القصصي لكن يحكي قصة ليست موجودة في العمل الأدبي نفسه. بحيث أنك ستعلم أن الفيلم ينتمي لنفس العالم، وربما بعض الشخصيات كما هي.
الصراحة السؤال محير. وجعلني أتساءل عما إذا كانت السينما نفسها جزء من الأدب أم لا. الواضح أنها ليست كذلك، لكن لماذا إذا المسرحية جزء من الأدب؟ فهي ليست مكتوبة فقط؛ بل يتم تمثيلها على المسرح، وهذا ما صنعت لأجله. أليست السينما شبيهة بالمسرحية التمثيلية؟
ثم، هل يعتبر استلهام تقنية في السرد أو أسلوب معين أو موضوع أدبي ضمن الاقتباس؟ فصانعو الأفلام كثيرا ما يستفيدون من الرمزية، والاستعارة، ونفس بنية السرد القصصي في الادب. وقد يستخدم كاتب أسلوبا متأثرا بالتقنيات البصرية في السينما. من الافلام أيضا من يحاول محاكاة تجربة القراءة عن طريق السينما، فيتلاعب بالخط الزمني للأحداث مثلا، أو يعيد تشكيل شخصية.
لا أعلم جوابًا نهائيًا، لكن سؤالك يستحق النقاش.
ثم، هل يعتبر استلهام تقنية في السرد أو أسلوب معين أو موضوع أدبي ضمن الاقتباس؟ فصانعو الأفلام كثيرا ما يستفيدون من الرمزية، والاستعارة، ونفس بنية السرد القصصي في الادب. وقد يستخدم كاتب أسلوبا متأثرا بالتقنيات البصرية في السينما. من الافلام أيضا من يحاول محاكاة تجربة القراءة عن طريق السينما، فيتلاعب بالخط الزمني للأحداث مثلا، أو يعيد تشكيل شخصية.
بصدد ذلك، أرشح قراءة كتاب (السينما التدميرية) هو مفيد جدا، وممتع، ويعد واحد من أهم الكتب النقدية في تاريخ السينما عموما.
أما بالنسبة لمسألة المسرح، ودون أن أخوض في تفصيل الفنون السبعة، وتعريفها، أتذكر أنها شملت الأدب، والموسيقى، والنحت، والفن التشكيلي، ولما بحثت وجدت أنني أغفلت ذكر العمارة.
فالمسرح، يعد منذ القدم من الفنون السبعة، كان سادسهم، مستقلا عن الأدب والفنون الأخرى، وجاءت السينما السابعة، قيل أن الفيديو أو التلفزيون هو الفن الثامن، والكوميكس اصطلح عليه فنا تاسعا أي الأدب المصور (وهو فن مراوغ فعلا يقع بين الأدب المكتوب نصا، والفنون التشكيلية). إلى التاسع وصلت في قراءاتي حول هذه المسألة، وكان هناك سماع عن من يذهب بالقول إلى الفن العاشر والحادي عشر إلخ باعتبارات مثل الألعاب (الفيديو جيم) وأمور أخرى. لكن أعتقد أن المتفق عليه هو الفنون التسعة دون اعتماد ذلك في التصنيفات الرسمية. فهي مسميات تمهيدية تحاول أن تؤشر على الحدود، ويجرى استعمالها في سياقات تاريخية أو احتفالية أكثر مما هي مفيدة في تطبيقات نقدية.
لأن النقد، في مسألة الأجناس متشبع بشكل لا حصر له، ويأخذنا لبحر واسع، منه أن كل النصوص السينمائية في السيناريو (الذي يعد شيء مستقل هو الآخر) أو في الفيلم / المسلسل، تعد بشكل أو بآخر، ضمن أجناس أدبية. كل النصوص الفكرية، تسمى أدبيات أيضا حتى في التصنيفات الجامعية (أدبي / علمي). أي شيء نظرية عموما يدخل في باب الأدب، وأي شيء عملي، قد يعتد به أكثر في سياق من العلوم الأكثر اتصالا بالتجربة (رغم أنها تظل نظرية) أو بالعلوم التطبيقية (الطب، الزراعة، التقنية، أو البناء / العمارة مرة أخرى) أو بالعلوم القياسية (الرياضيات، والإحصاء، والحوسبة، والمنطق، وبعض أكثر أصول الفيزياء تعقياد).
الأجناس، قضية كبيرة، وتعد مدرسة لحالها في تناول أي عمل أدبي أو غير أدبي، خاصة وأن الأدب، ينضم إلى نظرية أكبر غير نظرية الأدب، وغير نظرية الفن، هي نظرية السرد
المقال أعلاه قد يصلح كتمهيد قصير، ومبسط بشكل مخل وغير دقيق، للموضوع، وهو من كتابتي، وله أجزاء أخرى.
أما بالنسبة، لاعتبار المسرح أدبا، من قال ذلك! المسرح طوال عمره مسرح، بشكل مستقل عن الأدب، وكان له نفس الشهرة والسطوة التي نالها السينما لاحقا، المسرح يقال أنه أبو الفنون لنفس السبب الذي جعل السينما فنا سابع، قالوا أن السينما احتوت الفنون التشكيلية والتصوير والموسيقى والعمارة وخلاف ذلك، والأدب بالطبع لأن القصة والحوار والشخصيات مبنية على عمل أدبي أصلي للفيلم، أو مقتبس عن أدب مكتوب ومنشور سابقا.
نفس المسألة، المسر ح، قادر على احتواء كل هذا، بل ولا زالت له خصوصياته الخاصة، التي تحتاج إلى كثير كلام لأشرح لك كيف هو في موقع متميز والسينما لم تلغيه ولن تفعل أبدا، فمثلا، الاتصال المباشر بين المؤدين والجمهور، هو أمر لن يحدث أبدا في السينما إلا في تصورات من خيال العلمي (يا عالم، ربما يحدث!).
فهي ليست مكتوبة فقط؛ بل يتم تمثيلها على المسرح، وهذا ما صنعت لأجله.
نعم بالطبع، في هذا أتفق تماما معك؛ المسرح في الأساس مسرح، معد خصيصا لإعداده بصريا، وللأداء من قبل الممثلين، أما المسرحيات التي يتم كتباتها حتى تُقرأ لا تُشاهد، هي نوع فرعي من المسرح، اسمه المسرح الذهني، قدم توفيق الحكيم عدد من المسرحيات الذهنية، أو صنفت على أنها كذلك، أعتقد مسرحية (مصير صرصار) تم اعتبارها كنموذج بارز وملهم للمسرحية الذهنية، وهي مسرحية عظيمة، سوف تدوخك وتضحكك من فرط الأفكار داخلها. أمتعتني وألهمتني، ربما تكون كذلك معك.
التعليقات