من ضمن الأمثلة شركة مستحضرات التجميل "Luxe Beauty" التي تستخدم تقنيات التلاعب العاطفي في إعلاناتها لإثارة رغبة النّساء في الحصول على منتجاتها التجميلية الفاخرة والتي تتضمّن صورًا معدلة بالفوتوشوب لتعزيز جمال العارضات والتركيز على التحسينات التي يمكن تحقيقها باستخدام المنتجات. هذه الإعلانات بحد ذاتها تثير لدينا كنساء شعور بالخوف من عدم امتلاك هذه المنتجات التي أحدثت هذه النّقلة النوعيّة في العارِضة

كثيرة هي الإعلانات التي نراها يوميًّا، بعضها يكون حقيقيًّا وغير مبالغ فيه والآخر يكون مبالغًا فيه بحيث نسأل أنفسنا: ولكن هل هذا المنتج حقًّا بهذه الرّوعة؟

ففي إحدى المرّات رأيتُ مثلًا إعلان لمسحوق تنظيف وهو كالآتي: " لا تفوّت فرصتك الآن بالحصول على (X)، إطلبه الآن قبل فوات الآوان!

عندما رأيت هذا الإعلان كانت أوّل فكرة تبادرت إلى ذهني مرتبطة بمدى أخلاقيّة هذه الإعلانات التي تسعى لإثارة شعور الذّنب لدينا. في عالم الأعمال يسمّونها "Call to Action" . المقصود بهذا المصطلح أن يستخدم البائع آليّات معيّنة من أجل حث العملاء على شراء منتجه. فمن ضمن الأساليب التي يستخدمها المسوّقين إثارة الخوف أو الإعجاب أو الشعور بالندم لدى الزّبائن من أجل تشجعيهم على الطلب. ولكن هذه المشاعر التي يثيرونها لدينا غالبًا لا تستند على واقع بل على حالة عابِرة من أجل أن يحقق البائعين أهدافهم.

و. وهنا أعيد نفس السّؤال، هل إثارة هذه المشاعر (مثل الخوف والذّنب) أمر أخلاقي حقًّا؟ وإذا لم يكن كذلك، ما هي البدائل الأكثر أخلاقية في التعامل؟