خلال اجتماعنا الأخير مع أحد عملائنا الرئيسيين، والذي كان يخطط لإطلاق حملة تسويقية بالتعاون مع مؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي، تطرق الحديث إلى كيفية تعزيز فعالية الحملة وضمان وصولها إلى جمهور واسع. اقترح العميل فكرة أن يتفق المؤثرون على الترويج للمنتجات دون الإفصاح عن أن هذه التوصيات مدفوعة الأجر، حتى تبدو التوصيات أكثر صدقًا للجمهور. في تلك اللحظة، تدخل مدير المشروع من فريقنا، موضحًا أن هذه المقاربة قد تثير تساؤلات أخلاقية، إذ إنها قد تخفي الحقيقة عن المتابعين وتضر بثقتهم في كل من المؤثر والشركة. شدد على ضرورة أن تكون الحملة شفافة، وعلى أهمية الحفاظ على مصداقية العلامة التجارية. وبذلك يكون السؤال على العميل: ما هي الحدود الأخلاقية للتسويق المؤثر وكيف يمكننا تجنب تجاوزها معًا لضمان حملة ناجحة وأخلاقية؟
ما هي الحدود الأخلاقية للتسويق المؤثر وكيف يمكن تجنب تجاوزها؟
بصراحة كثيرًا ما يثير حنقي أولئك المؤثرون الذين يروجون لمنتج ما، ومن ثم ينكرون أنه إعلان مدفوع الأجر، حتى لو كان المنتج فعلًا يستحق، لكنني أشعر أنني بهذا أتعرض للخداع ولن أرغب حتى في تجربة المنتج.
لذا الأمانة هي أهم شيء، وهي الطريقة التي ستكسب بها الشركات زبونًا.
ولو كان المنتج فعلًا على قدر عال من الجودة، فلا أظن أن ثمة حاجة للكذب أو المبالغة، فمن يلجأ لمثل تلك الطرق، في ظني، هم الشركات التي غير واثقة من جودة منتجاتهم وتود خداع الجمهور.
كلامك صحيح وهذا يعزز من ثقة العملاء بالعلامة التجارية. لكن كيف نخرج من هذه العقبات ونقوم بإمساك العصا بشكلها الصحيح؟
بالنسبة لأخلاقية هذه بدأت أرى إعلانات لا أخلاقية لكثير من مختلف المنتجات وخصوصاً الفكرية(كورسات - ورسة -....إلخ) يبدأ أحدهم يعطيك قيمة جيدة جداً ومن ثم تبدأ فى البحث عن بقية المعلومات الراقية القيمة التى قدمها لك تجده يدعوك للإشتراك فى كورس وأجد أيضاً أن هذه طريقة لا أخلاقية، لأنه لو عرفنى منذ البداية أن هذا المحتوى مدفوع وأنا لا أريد شيئاً مدفوع فلن أضيع وقتى معه.
ما يريده العميل هنا هو الجمع بين ال organic and paid marketing من خلال المؤثرين، وأنا أرى أن الأمر غير أخلاقي أيضًا، لأن الحملة المدفوعة لها دور وتاثير أيضًا ويكفي أن المستهلك يصدق ما عرض له، في حين أنه بإمكانك الحصول على التسويق المجاني من خلال مراجعات المستهلكين، وقد يكون أول المستهلكين هم الأصدقاء والعائلات، ولكن من المفترض أن تكون المراجعات حقيقة وتعكس القيمة.
في التسويق هناك شعرة فاصلة بين الكذب والمبالغة المطلوبة. المبالغة في الميزات المحمودة قد يُضطر إليها، ولكن الكذب هو الاتجاه غير الأخلاقي في التسويق.
بالفعل، لكن المبالغة الشديدة قد تؤدي إلى فقدان الثقة بالمنتج؛ أما الكذب فهو شيء آخر لا يجب أن يلجأ إليه المحترفون لأن هذا له عواقب قانونية وتعويضات قد تصل للملايين.
لكن في هذه الحالة: فقط يريد المؤثرون أن يتكلموا عن المنتجات بدون ذكر أنها إعلان، فكيف ترين هذا من وجهة نظرك؟
هل هذا كذب أو غش؟
لا أعتقد ذلك. الموضوع ليس غير أخلاقي برأيي،
المعضلة ليست هنا بقدر ما هي في محتوى الإعلان وما سيُقال فيه عن المنتج. يعني إذا قال المؤثر خلال الإعلان الذي ليس بإعلان هذا أنه يستخدم المنتج منذ ٣ سنوات ولم ير فيه أي عيوب، بلا بلا،...
وهو في الحقيقة يعرف اسم المنتج من ٣ ساعات، ألن يكون هذا تدليسًا؟
يمكنه أن يمدح المنتج بالقدر الذي يناسب تجربته الشخصية مع المنتج. أو يستعين بآراء وتقييمات من استخدموه مسبقا.
أو يقول إنه بدأ في استخدام المنتج لتوه، وأنه يدعة المتابعين لتجربته معه.
هناك الكثير من الأفكار البعيدة عن الكذب.
أعتقد ان المتابعين مدركين جيدًا بأن أي تسويق يقوم به المؤثرون هو مدفوع الأجر، تلك ليست مشكلة في رأيي، المشكلة الأساسية أن يستغل المؤثرون متابعيهم للدعاية لمنتجات أو خدمات سيئة، عليهم ان يختاروا العلامات التجارية التي يروجون لها بعناية، لضمان استمرارية ثقة الجمهور، وعدم التلاعب بهم.
وكيف يمكننا تجنب تجاوزها معًا لضمان حملة ناجحة وأخلاقية؟
لتكون الحملة اخلاقية يجب ان تكون العلامة التجارية تقدم منتجات وخدمات ذات فائدة للجمهور، ولا يتم استغلال المؤثر في تضليل الجمهور وخداعه فيما يتعلق بجودة المنتجات
التعليقات