صديقة لي طرحت عليا سؤال، لماذا السوق يتجاهل بعض العلامات التجارية رغم أن العلامة التجارية تلبي احتياجات جزء من العملاء وحتى في تسويقها تركز على توصيل هذه الرسالة؟

السوق اليوم مشبع بالعلامات التجارية والتي تقدم منتجات متشابهة تقريبا من ناحية العديد من الأمور حتى في الهويات التجارية اليوم نجد العديد من العلامات التجارية متشابهة، فكيف يختار العميل؟

في الوقت الحالي انتقلنا من زمن تحديد حاجة العميل، الحاجة تكون في الأمور الأساسية، الطعام لتغذية الجسم، الملابس كذلك، عميل اليوم انتقل من حاجاته إلى تحقيق الرغبات.

نحن كمسوقين عندما نسوق لمشروع، أو أصحاب عمل إذا أردنا نجاح مشاريعنا علينا النظر لما نقدم من ناحية العميل وليس من زاويتنا، ما نفكر فيه أنه صحيح ومناسب ربما يكون غير مناسب من ناحية العميل.

في الوقت الحاضر أصبحت المنافسة على من يستطيع جعل الجمهور يختاره بين كل المنافسين، للفوز في هذه المنافسة اختلفت الطرق والأساليب لكن القالب الذي تعمل به والنقاط التي يتم التركيز عليها في المشروع وعملية الترويج عليه في الغالب نفسها.

في البداية التركيز على رغبات العميل، تحقيق الرغبات والتركيز عليها في العملية التسويقية من أهم العوامل للحصول على الاستجابة العاطفية للجمهور.

الاستجابة العاطفية هي مختلف المشاعر التي يربطها العميل بالعلامة التجارية، سواء كانت الاستجابة ايجابية مثل مشاعر الحب والألفة وغيرها، أو استجابة سلبية مثل: الخوف.

الاستجابة العاطفية للجمهور هي أحد أسباب نجاح الحملات التسويقية وتجعل الجمهور المستهدف يتفاعل معها. كلما زاد عدد الأشخاص الذين يتفاعلون مع حملاتك التسويقية، كلما تحدثوا عنها أكثر، وكلما ناقشوا علامتك التجارية ومنتجاتك، زاد احتمال شرائهم لها.

التركيز على القيمة التي يمنحها المنتج أو الخدمة التي تقدمها للعميل، المشاعر والاستجابة العاطفية للجمهور في الغالب مرتبطة بالقيمة التي تضيفها العلامة التجارية للجمهور المستهدف، بعدما يستجيب عاطفيا للحملات التسويقية وغيرها سيحاول البحث عن القيمة التي بقيت معه بعد حصوله على ما تقدمه، القيمة لا تساهم في جعل الجمهور يختار احدى العلامات ولكن كذلك تساهم في رفع الولاء لها.

الرسالة التي تحملها العلامة التجارية والتي ترسم من خلالها الصورة الذهنية للعلامة التجارية في عقل العميل مهمة على المدى القريب والبعيد، الكثير من اصحاب المشاريع يهملون هذه النقطة خاصة في البدايات باعتبار أن نتائجها لا تظهر مباشرة وتحتاج وقت، رسالة العلامة تساعدها في اختيار القصة المناسبة لها، القصة التي تربط الجمهور بالعلامات التجارية، خاصة في الوقت الحالي ومع التنافس الشديد، العلامات التجارية التي ليس لها استراتيجية لبناء الصور في عقل الجمهور المستهدف ستندثر وتختفي مع الوقت، رسالة العلامة التجارية يمكنها أن تربط بين مختلف أجزاء العلامة وقيمها وتكون الصورة الكاملة في عقل العميل، الصورة التي يميزها بها بين الآلاف من العلامات التجارية.

مع المنافسة الشديدة اليوم، ماهي العلامة التجارية التي لديك قصة معها مرسخة في الذهن وذكريات جميلة؟ وهل هذه الذكريات الجميلة تجعلك مرتبط بمنتجاتها حتى مع غياب الجودة؟