ما هو مدى إهتمامك بالتاريخ هل تقرأه بشغف ام بشكل عادي

أنا أيضا من الأشخاص المحبّين للاطلاع على تاريخ الحضارات والأمم ويصل ذلك بي حدّ الفضول. ولكنني بنفس الوقت لا أحب حفظ التاريخ والأرقام بل أنظر للتاريخ من منظار الزّاوية التحليليّة. والمقصود بالتحليل أنّ أنظر للفروقات التي حصلت بين الماضي والحاضر وما يترتب عنها من توقعات مستقبليّة. فهذه هي لذّة التاريخ والفائدة التي يمكننا أن نحققها منها: أي أن يكون عبرةَ ودرسً للمستقبل.

 مع مرور الوقت سوف ينتهي هذا الشغف ولكنه ازداد بشكل كبير جدا اثناء تصفحي للإنترنت تخطر ببالي شخصية تاريخية او دولة ما قامت بتأسيس نفسها وأبدأ في البحث ومعرفة التفاصيل الدقيقة وتستهويني المعارك القديمة وابحث فيها بشكل معمق

اين المشكلة في هذا ؟ ان كان لذيك ميول طبيعي للتاريخ ، عذا يعتبر أمر ايجابي جدا، بل شيء يدعوا للفرح والبهجة .

وماذا عنك متى يستهويك التاريخ !!

نعم...انا ايضا من عشاق التاريخ، واحد أن أتتبع المسار التاريخي للاشياء، لكن التاريخ أنواع عديدة، أجدني منجدبة جدا لتاريخ الأفكار أكثر من أي نوع خر، فلا تستهويني مثلا تاريخ الشخصيات أو التاريخ السياسي الخاص مثل تاريخ قرية معينة مثلا أو تاريخ منطقة جغرافية هامشية ولا حتى كبيرة، لكن أحب التاريخ الكبير الذي يفسر الاحداث الكبرى في علاقة كل المجالات ببعضها بعض، وأهم ما يخطفي هو تاريخ الأفكار والعلوم احب ان أتتبع تاريخ فكرة معينة وهنا بالذات تأتي حلاوة هذا الامر في أنك كلما بحثت أكثر كلما عرفت أن ما كنت تعرفه ليس هو الحقيقة وأن هناك حقائق عليك البحث عنها بأسلوبك، لا سيما وأن معظم التاريخ الذي وصلنا عن كل شيء تاريخ مغلوط.

خذ هذه النصيحة مني يا لؤي، شغفك بالتاريخ أمر رائع، ولكن الأروع أن تستفيد من الماضي لتحسين الحاضر، وتغيير المستقبل، أنت قرأت عن تاريخ الدول والممالك، وكيف قاوم الأبطال الظلم، وكيف انتصر الشر تارة والخير تارة، ستتعلم سنن الله في الشعوب والأمم، لذلك استفد من هذا في محاولة إعادة التاريخ ولكن لصالح الخير.

واعم أن أولئك الذين لم يقرأوا التاريخ محكوم عليهم بإعادته دائمًا، فها أنت ذا تقرأه، فلا تجعله يُعاد في صالح الشر، حاول أن تستفيد منه لصالح الخير وتغيير هذا العالم.

انا ايضًا امتلك شغفًا كبيرًا بالتاريخ، فهو يضم حكايات كثيرة ومتعددة وشائقة، ونعلم منه أخبار أقوام كانوا قبلنا ثم مضوا ولم تبق منهم سوى آثارهم، ربما يمكنك ترجمة شغفك بالتاريخ في المستقبل إلى وظيفة مثل العمل بالارشاد السياحي أو أن تغدو مؤرخًا تقدم لهواة التاريخ معلومات جديدة عن العصور التي لم يعيشوها.

هل هذا شيء طبيعي ؟ وماذا عنك متى يستهويك التاريخ !!

نعم أظنه شيء طبيعي؛ فمعظم البشر يحبون معرفة حكايات الماضي وأسراره وتفاصيله، سواء كان ذلك عبر جلسات السمر وحكاوي الأجداد، أو عبر كتب التاريخ ومجلداته..

لكن عن نفسي توجد نوعية من المؤلفات التاريخية لا أحب قرائتها، وهي تلك التي تصف أحوال الأمم المقهورة بتفصيل دقيق وكيف أنها تعرضت للخيانة والخداع من أطراف عدة، نعم أعلم أن تلك القصص يمكن أخذ عبرة ودروس كثيرة من قرائتها، لكن صراحة لا أقرأها إلا إذا كنت مضطرة!

كنت بفترة تعليمي شغوفة جدا بالتاريخ وكنت من أكثر الطلاب اطلاعا عليه، حتى أن معلميني استغربوا أني تخصصت بعلم العلوم، ولكن ما إن أصبحت دراستي تركز على العلوم، توقف شغفي عن التاريخ أو لنقل قل كثيرا، ما زلت أحبه لكن أصبح وقتي وبحثي موجه للعلوم أكثر الحديث والأصل فيها.

كان التاريخ دائمًا مادتي المفضلة في المرحلة الإعدادية في المدرسة، وبعيدًا عن المدرسة تجدني دائمًا أتصفح أي كتاب به احداث تاريخية، سواء حضارات الدولة العربية أو الغربية، بدءً من الحضارة المصرية والحضارة الأسلامية والاشورية وبلاد الرافدين و الحضارة البابلية إلى الحضارة الأغريقية. وغيره من الحضارات الأخرى، قرأت عن الفراعنة وحضارتهم وهي من أفضل الحضارات التي قرأتها على مدى التاريخ.

بالطبع التاريخ الجاهلي والاسلامي والفاطمي والعباسي والايوبي والاخشيدية والسلجوقية والمملوكية والأندلسية إلى الحضارة العثمانية، كل هذه الحضارات أنا على اطلاع عليها. ناهيك يا لؤي بأنني متعمقة بدراسة التاريخ الفلسطيني، بدءً من الكنعانيين والحروب المختلفة التي خاضتها البلد سواء كانوا من الفرنج أو الانتداب البريطاني أو اليهودي، فيبدو أنني أمتلك شغف بقراءة التاريخ لهذه اللحظة، حتى القادة قديما وحديثا أحاول أن احلل شخصياتهم وحياتهم الشخصية وكيف كانوا يخوضون ادارة البلد

بدون معرفة تاريخنا العالمي سنكون غير مطلعين على الصراعات المختلفة التي خاضتها عدة دول مختلفة وهي التي شكلت الماضي وساهمت في أن يكون الحاضر فيما هو عليه الآن. فما أحوجنا إلة نلقى نظرة ثاقبة على الماضي والحاضر.

أنا أيضا مولع بالقراءة والاطلاع وأظنه أمر مشترك مع كل شخص يبحث دائما عن الاجابات فمنذ كنت طفلا وأنا أبحث عن المعلومة أينما كانت خاصة لو كانت تاريخية ويأخذني هذا للقراءة ليس فقط في النقطة التاريخية المحددة التي كنت أبحث عنها ولكن أيضا للقراءة في علم الاجتماع لفهم ورصد النقطة المحددة من التاريخ، لذا فهو شيئ طبيعي من وجهة نظري