المضادات الحيوية أصبحت خطرا يهدد حياة البشر حول العالم ، ولا يأبه له الكثير ولا يقدرون خطورة ذلك بل يتعاملون معه مثل الحلوى ويقدم عليه المريض حتى إن لم يكن في حاجة إليه اعتقادا منه أنه هو طريقه الوحيد والسريع للشفاء، يستهلكه دون الرجوع إلى الطبيب وبدون استشارة الصيدلي.

أصبح الطبيب الذي لايوصي بتناول المضادات الحيوية في منظور المرضي طبيب فاشل، ويوصي بعض الأطباء والصيادلة بتناول المضادات الحيوية دون الحاجة لها للتخلص من أعراض المرض سريعا.

زاد استهلاك المضادات عالميا وقد يؤدي إلى الوفاة في العقود المقبلة، يوجد الكثير من أجيال المضادات الحيوية و تصنف على حسب نوع وقوة البكتريا ولكن لايأبه الكثير لذلك مما يخلق طفرة في عالم البكتريا والميكروبات وتصبح أكثر ضراوة لا يقدر عليها أحد.

وبعد أن انقرضت الكثير من الأمراض المعدية والوبائية مثل الملاريا والدرن وغيرها أصبح خطرا يهدد العالم في المستقبل.

حتى الآن لا يستطيع التطور العلمي مواكبة التحور والطفرات الجينية للبكتيريا والدليل على ذلك أن مصل الانفلونزا يتطور كل عام ليستطيع مواجهة الفيروس.

قد يؤدي دور الانفلونزا البسيط الذي يتم التخلص منه بسهولة الآن إلي الوفاة نظرا لهذه التغيرات.

يجب العلم أن المضادات الحيوية لا تؤثر على الفيروسات، فلا ضرورة لها في مثل هذه الحالات.

وإدراكا للعالم لما قد يواجهه من خطورة في المستقبل اتجه العالم لترشيد استهلاك المضادات الحيوية والحد منها إلا في الحالات الضرورية ، فتم إنشاء لجان خاصة في المستشفيات وتسمى لجنة الدواء لمتابعة استهلاك المضادات الحيوية وهل الحالة المرضية تستحق ذلك وهل يتماشى مع التشخيص والسن، ويتم حصر المخالفين ويتم توعيتهم والتنبيه عليهم لتخطي هذه المشكلة الخطيرة، ولاتقتصر التوعية على الأطباء والصيادلة فقط بل تشمل المرضى لتغيير المفاهيم الخاطئة عن تناول المضادات، ونتجه لمستقبل أفضل يخلو من الأمراض.

لا يقتصر إدمان المضادات على البشر ولكن تستخدم بضراوة للحيوانات والنباتات ويجب اتخاذ الإجراءات الحاسمة معهم من قبل الجهات المعنية.

فهيا بنا جميعا نتبع هذا الترشيد ونطبقه على أنفسنا وعائلاتنا وننشر التوعيه حولنا لتخطي هذه المرحلة الحرجة