أنجزت مشروعًا شعرت بأنه من أفضل ما قدّمت، بذلت فيه وقتًا وجهدًا وتفانيًا من القلب. لكنّي فوجئت بتقييم سلبي من العميل، دون ملاحظات واضحة أو أسباب منطقية. يومها، لم يكن مجرد تقييم سيء، بل كان صفعة على معنوياتي. تأثّرت نفسيًا بدرجة كبيرة، وقررت التوقف عن العمل الحرّ لفترة.
ننجز شيئًا نحبّه، ثم لا نشعر بالفخر إلا بعد أن يخبرنا أحدهم أنه جيد. نلبس ما يعجبنا، ثم نعيد النظر في أنفسنا إن لم نحصل على إعجاب كافٍ. نعمل ونتعب، لكن قيمة ما نفعله تظل معلّقة بردّ عميل أو إشادة مدير. كم مرة تساءلنا بصمت: هل أنا جيد بما يكفي… أم أنني فقط أبدو جيدًا في عيون الآخرين؟
هذه الحالة تسمى بـ "الاعتماد الخارجي في التقدير الذاتي" – وهي آلية نفسية تجعلنا نُقيّم أنفسنا بناءً على إشارات خارجية، لا على إحساس داخلي بالقيمة. والمشكلة هنا ليست في رغبتنا في التقدير – فكلنا نحتاجه – بل في أن غياب هذا التقدير الخارجي يجعلنا ننهار، كأن ما أنجزناه لا معنى له ما لم يُصفق له أحد.
الاعتماد المزمن على تقييمات الآخرين يُنتج نوعًا هشًا من الثقة بالنفس، أشبه ببيت من ورق في مهبّ كلمة. كلمة إعجاب ترفعنا، وكلمة نقد تُحطمنا.
فمن تجاربكم، لماذا لا نُقيّم أنفسنا دون الحاجة إلى تقييمات الآخرين؟
التعليقات