المشاكل هي الثمن الذي نتحمله من أجل العيش، فهي تعد ضريبة واجبة على الحياة لا تفرق بين الأفراد. على سبيل المثال، الأصحاء يمكن أن يواجهوا مشاكل صحية غير متوقعة. حتى الأثرياء قد يجدون أنفسهم في مواقف مالية صعبة. قد تختلف المشاكل في نوعياتها وتكرارها وشدتها، ولكن الجميع يجدون أنفسهم إما يسعون لإدارة تلك المشاكل بفعالية أو يختارون تجاهلها. هذين هما الخياران الوحيدان المتاحان لنا.

أظهرت الأبحاث مؤخرًا أن الإنسان يمتلك القدرة على حل المشاكل بشكل استثنائي، ويمكن تحقيق ذلك عبر تنشيط اثنين من الهرمونات الدماغية: الدوبامين والسيروتونين. يعتمد الاستفادة من هذين الهرمونين على تفاوت في الطريقة التي نتعامل بها مع الأزمات التي تواجهنا في حياتنا. بالنسبة للدوبامين، يميل البعض إلى اللجوء إليه كوسيلة للتخفيف من أعباء الحياة والهروب من الأزمات. هذا النهج، الذي يُعرف علمياً باسم "Dopamine Coping"، يُشجع على تجنب الصعوبات والتشتت عبر تحفيز الدوبامين، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى تحسن مؤقت. ومع ذلك، تظل المشكلة الجذرية قائمة وقد تتفاقم بمرور الوقت.

من ناحية أخرى، يُظهر هرمون السيروتونين، أو ما يعرف بـ "Serotonin Coping"، نهجًا مختلفًا تمامًا. على الرغم من أنه يعمل بشكل أبطأ من الدوبامين، إلا أن فوائده يمكن أن تستمر لفترة أطول. يميل التعامل بواسطة السيروتونين إلى تشجيع التفكير الهادئ التدريجي في حل المشكلات من جذورها، مما قد يساهم في تحسين القدرة على التكيف وحل المشاكل بشكل أكثر فعالية. وليست مصادفة أن جميع العلاجات النفسية وخصوصًا السلوكية منها تركزعلى زيادة السيروتونين وكذلك مضادات الاكتئاب الأكثر فعالية مثل البروزاك تعمل على تنظيم توافر السيروتونين في الدماغ. باختصار، يمكننا أن نستخدم كل من الدوبامين والسيروتونين كأدوات لحل المشكلات، واختيار النهج المناسب يعتمد على سياق وطبيعة المشكلة وكيف نرغب في التعامل معها. لذا في هذا الصدد ما هو النهج الذي تتبعه في حل أزماتك الشخصية؟ وكيف يمكن لفهمك لهذه المساهمة أن يساعد في تحسين جودة حياتك؟