يعلم الجميع ما للمشي من فوائد، ومع ذلك لا يلقي له بالاً ويجعله في آخر قائمة الاهتمامات، تختلف قناعاتنا تجاه المشي، فمنّا من يعتبر الساعة المخصصة للمشي هي مضيعة للوقت وقد يستغلها فيما هو أفضل حسب تصوره، وآخر يتكاسل، وهناك من يؤجل تلك الساعة إلى أجلٍ غير مسمى متحججاً بالانشغالات والظروف وقد يحرم نفسه لأن جسمه لا يحتاج لحركة فهو جسم صحي ولا يشكو من الأمراض. قناعات مختلفة ضيّع صاحبها فرصة مهمة من فرص الصحة البدنية. أفكارنا سواء كانت إيجابية أو سلبية ذات أثر كبير على قراراتنا ونظام حياتنا.

المشي سياحة مصغرة في الأرض

بعيدًا عن الصحة وما إلى ذلك، مجرد أن تفكر في أنك ذاهب للمشي تتبدل النفسية إلى الأفضل، فما أن تخرج وتبدأ بممارسة تلك الرياضة تشعر بهدوء وانسجام مع الطبيعة التي تحيط بك من كل جانب، تستنشق عبير الجمال حولك ويرتفع هرمون السعادة، فرصتك للانفراد بالذات والتصالح معها كبيرة، أنت تمشي وفي ذات الوقت ترمي ضغوطات الحياة والعمل خلفك ولا تلتفت إليها، لا فرق في ذلك إن كان مشيك بالقرب من البحر أو في حديقةٍ غنّاء أو حتى في الصحراء كلها طبيعة جميلة تنسيك همومك وآلامك. المشي باب من أبواب الطاقة والتئام الروح المنهكة.

لا بد أن ننظر لرياضة المشي من زوايا أخرى، فالأمر لا يتعلق بالصحة فقط، فهناك مميزات أخرى مهمة لراحةٍ نفسية قبل الجسدية، في خِضَم الحياة نحن بحاجةٍ للتفاعل مع الذات والطبيعة والتأمل في مخلوقات الله فهي بحد ذاتها أساليب تدر على صاحبها النفع والفائدة، تتحقق تلك الأهداف أثناء ممارسة رياضة المشي، نعود منها بطاقةٍ متجددة ونفسٍ منتعشة، نرتب أفكارنا ونجددها، وبزيادة هرمون الإندروفين أثناء المشي يقل الإحساس بالتوتر والقلق فيخف الضغط النفسي.

المهم أن تخرج من بيتك وأنت تعلم ما للمشي من فوائد فتسعى للحصول عليها. ولا بأس أن تصحب الكاميرا في كل مرة تمارس فيها تلك الرياضة في أحضان الطبيعة، فلا بد أن ترى هناك الكثير من الجمال فتشتاق لأخذ صورةٍ للذكرى. البحر بأمواجه أو الصحراء بصفرة رمالها أو الورد واللون الأخضر الرائع ولن ننسى الحشرات المتنوعة بجمالها وخفة حركتها كل تلك المخلوقات للكاميرة منها نصيب.

مستلزمات المشي

قد تحتاج لتلك الساعة للمشي، أو أن تلبس حذاءً رياضياً وسترةً تصلح للمشي، وتحمل بيدك قارورة ماء، قد تمشي سريعاً أو بطيئاً أو قد تجري، لا يهم كثيراً المهم أن تحرك جسمك وتستمتع بتلك اللحظات، لأولئك الذين يعيشون في البلاد الحارة أو البلاد المتجمدة تستطيع أن تصنع لك أجواءً للمشي في بيتك أو في المولات تحت التكييف، ستفقد جمال الطبيعة الخلابة لكن ذلك أفضل من أن تحرم جسمك الحركة اليومية، وعندما بصبح الجو ملائماً اخرج واكسب الوقت وتحت أشعة الشمس سينال جسمك حاجته من فيتامين د. أغلق الإنترنت واستمتع والأفضل ألا تأخذ معك الهاتف النقال. أعطه إجازة لساعةٍ فقط كل يوم.

المشي مع الفريق

إن المشي مع الجماعة المتوافقة مع نفس الهدف من المحفزات التي تنسيك الوقت وتأخذ بيدك لإنهاء المهمة بسلام، تخيّر صحبة تعينك على المشي وعلى الشعور بالسعادة أيضاً، لا بد من فريقٍ مشجع يبث روح المنافسة بين أعضائه ويقرب الهدف ويقصر المسافة فلا تعلم كيف انقضى الوقت. هناك من يحب أن يمشيَ وحده ويستطيع، فدافعيته ذاتية وهمته عالية ومستغنٍ عن العوامل الخارجية للتحفيز.

وآخر لا بد له من فريق فيسعى لتكوينه أولاً ثم يضع خطة للمشي. لا يهم ذلك الاختلاف كثيراً المهم أن نمشي. أقترح أن تشارك أصدقاءك على مواقع التواصل بإنجازاتك في المشي لتشجيعهم فتصبح عادة مجتمعية ولعلك تجد صحبة للمشي عن طريق المشاركة تحنل نفس الهدف وذات الرغبة.

فوائد المشي

صحة، حركة، التناغم مع الطبيعة، إنعاش الروح، تغيير الحالة، الانسجام مع الفريق، استنشاق الأكسجين النقي، التأمل في مخلوقات الله، التصالح مع الذات، ترتيب الأفكار، وغيرها الكثير. إن نويت أن تكون رياضة المشي هي رياضتك المفضلة والأساسية فامسك ورقة وقلم وضع خطة رباعية الأبعاد شاملة كاملة حدد فيها ماذا تريد من المشي؟ وأهميته وكيف ستخقق أهدافك منه. ضعها أمامك في أي مكان تستطيع رؤيته كل يوم وابدأ بالتنفيذ.