مرحباً! :)

لطالما في العقد الأخير اعتبرت المجتمعات التدخين واحدة من أسوأ العادات. هناك العديد من الابحاث والمقالات العلمية التي تؤكد الربط بين التدخين والمرض وحتى الموت. التدخين ليس فقط مضر بالشخص المعني وحالته المادية, الصحية, النفسية والجسدية, بل ينتشر أثره حتى يطال جميع المقربين منه. يمكن لهذه السيجارة الواحدة ان تجعلنا نبكي على عزيز ونحترق على مرض قريب غالي. ولكن بعيداً عن كل هذا الكلام. ارتبطت هذه السيجارة أيضاً لفترة طويلة في تاريخ البشر بالطقوس الروحية. من الواضح ان هناك بعد أبعد من إطار الصحة والمرض. يبدو ان المدافعين عن التبغ يشيدون ب سحره الغامض الذي يجعل للحياة نكهة. بعد تناول هذه المادة والانقطاع عنها تصير الحياة باهتة وتفقد بريقها. والأمر نسبي, ليس جميع الاشخاص يسافرون مع رحلة التبغ صوب آفاق جديدة. ولكن هناك نسبة لا يستهان بها ارتبطت بالتبغ. من الجدير بالذكر, قرأت مرة, ان أكثر الأدب في القرن الماضي كله مكتوب تحت تأثير النيكوتين. حتى أنه ليشاع ان سارتر حينما اقترب من ايامه الاخيرة و تفاقمت أزمته الصحية نصحه الأطباء بإلإقلاع ولكنه جاوب بإن " لو تركت التبغ لتركت التفكير والابداع. أيهما تفضلون؟ "

والآن, اريد ان اسمع منكم تجاربكم الخاصة مع التبغ والتدخين؟ كيف كانت؟

هل تعتقدون أن هناك ارتباط وثيق بين التدخين والابداع؟ هل التبغ يفتح آفاق الخيال عندنا ويهبنا شيئا لم يكن بالإمكان ادراكه بدون النيكوتين؟

هل حقا يستطيع التبغ أن ينقلنا الى أبعاد اخرى؟ ام ان الأمر مبالغ به؟

لا أنفي ان لي تجربتي الخاصة والتي تتلخص في خبرات عشر سنين متراكمة من التعلق بالسجائر. ثم خمس سنين إقلاع. واستطيع القول: أن السجائر بحق مضرة للصحة كلها بشكل عام, سواء أكانت جسدية ام نفسية, ولكن في الوقت ذاته, يفيد التدخين بإزالة الضغط والتوتر, ويعطي جودة للحياة. فهو يعتبر متنفس وفترة للراحة يمكن ان لا تجدها مع أي شي آخر رغم الفاتورة المرتفعة له " صحياً ومادياً ".

في النهاية اود ان اركز على نقطة التوازن وعدم الافراط. التبغ وهو مادة طبيعية مستخرجة من النباتات يمكن له ان يؤدي بعض الخدمات لنا كبشر ولكن الافراط في استخدامه كما التعلق والإدمان المرضي عليه يمكن ان يكون سببا في تدهور حالاتنا الصحية والمعاشية على حد سواء.